مسيرة الدليل >> أيها الإنسان >> أيّها الإنسان.. من أنت ؟ وكيف أنت ؟ ولماذا أنت ؟

أيّها الإنسان.. من أنت ؟ وكيف أنت ؟ ولماذا أنت ؟

   مَن أنت ؟

لا أحدَ منّا لا يعرف أنّه إنسان. ولو سئل يُجيب أنّه مِن الصّنف الإنساني مِن الآدميّين المعروفين بالبشر.

    ولا أحدَ يرضى أو يقبل أو يعتقد أن يكون أصله مِن سلالة القردة. كما يتوهّم بعض الباحثين أصحاب النّظريّات الخاطئة البعيدين عن الله تعالى الغافلين عن دينه المقدَّس وكتابه العزيز.

  وكيف أنت ؟

إنّ الإنسان أصله مِن سلالة مِن طين مصداق قوله تعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ 7 السّجدة. فكلّ شيء مخلوق قبل البشر ، والبشر هذا مخلوق مِن طين: ﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ ¤ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ71-72 ص. فمِن الطّين إلى البشر يمرّ على مراحل تسوية عديدة حتّى يصير تكوينه إنسانا منسوبا لآدم . أمّا مَن هم بعدَه مِن ذريّته فالتّسوية تمرّ على مراحل ذكرها القرآن الكريم كما يلي: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ¤ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ¤ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ 12-14 المؤمنون. إنّ الله خلق الآدميّين كلّهم على نمط واحد كخلْق أبيهم آدم عليه السّلام إلاّ أنّ آدم لا أُمَّ ولا أبَ له. وزوجته حوّاء لا أُمّ لها. وكذلك سيّدنا عيسى عليه السّلام لا أبَ له وهو كذلك مخلوق مِن تراب.. لحكمةٍ أرادها الله لظهور إرادته وقدرته العظيمة في تدبير وخلْق مَن شاء وكيفما شاء ومتى شاء ، حيث أنّ الكائنات الحيّة  كالإنسان تأكل ممّا أخصبتِ الأرض ، وكيّف الله لها ذلك وجعله  طعاما سائغا. ومِن هذا الطّعام تتكوّن مادّة النّطفة الّتي بإرادة الله وحِكمته تصير إنسانا بعد مرورها على مرحلة التّلاقح بين الذّكر والأنثى وكذلك كلّ الكائنات الحية.

 

    ومَن عَلِم كيفيّةَ تفصيل الخلْق والإيجاد كان عليه السّجود للخالق البارئ دون هوادة ، الّذي لا مثيل لربوبيّته ولا مثيل لصُنعه وكما قال: ﴿فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ 11 الشّورى. وقد ضرب الله مثلا في ذلك بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ¤ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ73-74 الحج.

هذا مثل عظيم -وإن كان يراه الإنسان هيّنا- وهو يُشير إلى مَن يدْعون مِن دون الله بأنّهم لن يقدروا ولوْ على خلْق ذُباب ولو اجتمعوا كلّهم لأجل ذلك. ثمّ إنّ الذّباب لو سلبهم شيئا مِن أجسامهم كالدّم مثلا فلا يقدرون على انقاذه واسترجاعه منه "ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ" سواء كان العابد والمعبود له مِن دون الله أو الذّباب ومَن وقع عليه الذّباب.

    أيّها النّاس اعلموا بارك الله فيكم أنّ الله تعالى خلق هذا الوجود وكلّ ما فيه أي وما حوى بإرادته وبقدرته ، وعمّره ببني آدم ، قال تعالى: ﴿أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنْسَـانُ أَنَّا خَلَقْنَـاهُ مِنْ قَبْلُ ولَمْ يَكُ شَيْئًا 67 مريم. فهذا الإنسان أصلا لم يك شيئا لا كالقردة ولا كغيرها ، وإنّ كيفية تكوينه في وجوده الجسماني يتركّب ويتشكّل مِن خلايا عديدة وعناصر كثيرة تضمن له الوجود في الوجود حتّى يُعاد إلى اليوم الموعود الّذي هو يوم الخلود سواء في دار النّعيم أو في دار الجحيم.

    ولهذا فإنّ الإنسان خُلِق لغاية سامية قد شاركته فيها المخلوقات الأخرى وهي العبوديّة لله الخالِق كما نصّ قوله تعالى: ﴿إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً 93 مريم. وقد خصّص الله تعالى هذا الإنسان على كلّ مَن خلق بالتّكريم إنْ حمل الأمانة الّتي كلّفه بِها كما جاء بقوله: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً 72 الأحزاب. إنّه كان ظلوما لعدم حمله الأمانة كما هو مطلوب ، وجهولا لما لحمل الأمانة مِن نفع وكرم يعود على الحامل في الدّنيا والأفضل في الآخرة مِن فضل دوام التّنعيم والتّكريم لهذا الإنسان. وعلى كلّ عاقل أن يتساءل: لماذا الموت والحياة ؟ ثمّ لماذا أيّنا أحسن عملا ؟ ولعلّ هذا التّساؤل ينقلنا إلى:

لماذا أنت أيّها الإنسان ؟

   إنّ هذا السّؤال له جوابان عندنا:

1) الحياة في الوجود الدّنيوي لها مقاصد:

    أ- التّناسل الشّريف لتعمير هذا الوجود بالإنسان الكريم.

   ب- القيام بالعبوديّة لله تعالى لمعرفته المعرفة التامّة سواء كانت إيمانا أو إيقانـا أو إحسانا.

   ج- الابتلاء بالخير والشرّ: ﴿تَبَـارَكَ الّذي بِيَدِهِ المُلْكُ وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ الّذي خَلَقَ المَوْتَ والحَيَـاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً1-2 الملك.

2) الحياة بعد الموت عند البعض الآخر لها مقاصد:

   أ  - كمال التّكريم وجزيل التّنعيم لمن آمَن ثمّ اهتدى.

   ب- الجزاء بكلّ أنواع الرّضا والرّضوان والرَّوْح والرّيحان والتّمتّع بالنّظر لوجه الديّان لمن شملتهم عناية الرّحمـن بالسّبق بالإحسان.

   ج- أحسنُ عملا في الدّنيا هو أحسنُ مرتبة في الآخرة. والأسوأُ عملا في الدّنيا أسوأُ مرتبة في الآخرة. وكلّ مَن رفض هذا الخير وكذّب به في الدّنيا ورأى أنّه غنيّ عمّا هو ربّ وإلـه ولم يرْكن لأمْره سبحانه وتعالى فقَدْ وعده الله بالعذاب الشّديد ، ولا داعي أن نذكر هنا أصناف العذاب أعاذنا الله  وإيّاكم منها.

    ومَن أراد النّجاة في الدّنيا والآخرة فعليه التّمسّكَ بدين الله القويم. مع العلم أنّ كيفيّة معرفة الدّين لا تكون ميسورة إلاّ باللّغة العربية إذًا فإلى:

 اللّغـة العربيّـة وفوائدهـا


الحرية...

أيها الدعاة إليها ... دلوني بالله عليها
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ



نداء إلى الرحمة
والتراحم

الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...