مسيرة الدليل >> الأسرة والحياة الزوجية >> المرأة والشّريعة المحتومة

المرأة والشّريعة المحتومة

    إنّ للمرأة شأنًا عظيمًا في المجتمعات الإسلاميّة لأنّها نصف المجتمع ، وأدوارها فيه هامّة جدًّا ، وفي إمكانِها أن تكون من الصّالحات الحافظات على الطّابع الإسلامي الحقيقي لسلامة الأُسرة الّتي هي من أهمِّ أُسُسِها ، ولحماية النّسل من الفساد في النّسب لأنّها هي عُشّه ، ولدوام الشّرف والمجد والمحافظة على كسب الفضائل بأنواعها ، والعمل على تربيّة جيل يسوده الوئام والإخاء ويعمل بكتاب الله وسُنّة السيّد المصطفى صلّى الله عليه وسلّم.

    وعلى المرأة أن تسعى لمعرفة دورها الرّئيسي في الحياة الدِّينيّة ولتعلم أنّها والرّجُل بِمثابةٍ واحدة عند الله تعالى ، وكلّ ما يجب عليه يجب عليها ، وكلّ ما يُجازى به تُجازى به ، وهذا ما تقتضيهالآيات:

- ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ 71 التوبة.

-﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا 35 الأحزاب.

- ﴿وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجنّة 40 غافر.

- ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 12 الحديد.

  وإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد بيّن من أنّ المرأة تدخل الجنّة بسهولة بشرط أن تكون مُحافظة على ما بين شِدْقَيْهَا وفَخِذَيْهَا ، يعني تُحافظ على لسانِها بأن لا تقول إلاّ خيرًا يُرضي الله تعالى ، وأن تُحافظ على ما بين فخذيْها إلاّ لزوجها.

    وإنّ العلاقة بين الزّوجة والزّوج لربط حياتِهما الزّوجيّة تكون على أساس صحيح كما جاء بقوله تعالى﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الّذي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ 228 البقرة. أي ما كان لهنّ من حقوق على الأزواج كان مثل ذلك عليهنّ للأزواج حسب الإمكان وبِمقتضى شرع الله العزيز.

    ويجب على المسلمات أن ينتهجن حياتهنّ الدّينيّة اقتداء بأمّهات المؤمنين رضي الله عنهنّ ، حيث أردْن الله ورسوله والدّار الآخرة فأعدّ الله لهنّ أجرًا عظيمًا لَمَّا كنّ مُحسنات بدلاً من إرادتِهنّ الحياة الدّنيا وزينتها. وإليكنّ نصّ الآية﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ¤ وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا 28-29 الأحزاب.

    ولذلك التزمْن بأمر وجوب استعمال الحجاب المتمثّل في الجلباب والخمار طوعًا لأمر الله تعالى:

- ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ¤ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الّذين لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 30-31 النّور.

- ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ 53 الأحزاب.

- ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا 59 الأحزاب.

  -  والجلباب بصفة عامّة هو كلّ ثوب واسع يستر جميع أجزاء بدن المرأة حتّى لا يظهر منه شيء إلاّ الوجه والكفّين.

  - والخمار بصفة عامّة هو كلّ لباس يُخمّر ، أي يستر ويُغطّى به رأس المرأة ويبلغ الصّدر والقفا لئلاّ يظهر من مفاتن المرأة شيئًا ربّما في بعض الحالات حتّى الوجه والكفّيْن. وكلّ هذا حماية للمجتمع وخاصّة المرأة لتنْجُوَ من الفتن الّتي قد تُؤدّي بِها إلى ما لا يُحمد عقباه. والرّجاء التّعاون على أن نعمل جميعًا لنكون في مستوى قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الّذين آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ¤ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النّار فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ¤ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُون ¤ وَلَا تَكُونُوا كَالّذين تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 102-105 آل عمران.

    وكيفيّة الاعتصام هو التّمسّك بكتاب الله تعالى وسُنّة نبيّه الكريم صلّى الله عليه وسلّم تسليمًا عملاً وقولاً وحالاً وظاهرًا وباطنًا ، وقلبًا وقالبًا أي ودمًا ولحمًا ، فكذلك يكون حقّ التّقوى.

 

 


الحرية...

أيها الدعاة إليها ... دلوني بالله عليها
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ



نداء إلى الرحمة
والتراحم

الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...