مسيرة الدليل >> الأسرة والحياة الزوجية >> الحثّ على تنظيم حملات لتسهيل التّزوّج

الحثّ على تنظيم حملات لتسهيل التّزوّج

    لما تبيّن بوضوح أنّ أغلب مشاكل المجتمعات الإسلاميّة تأتّت مِن الميل إلى حبّ الدّنيا وزينتها ، ومِن بين هذه الزّينة المنكوح الّذي وقعت الرّغبة فيه بأيّ طريقة كانت معصيّة أو شرعيّة كما نرى. إنّ التّسيّب في ذلك وبكلّ أساليب المجون والاستهتار جعل التّوازن الاجتماعي يُخرَم شيئا فشيئا بسبب تفشّي الزِّنا والمخادنة -المصاحبات غير الشّريفة-الّتي هي مُحرّمة  وعواقبها سيّئة للغاية كما جاء في الحديث الشّريف: (لا تزال أمّتي بخير مالم يفش فيهم ولد الزِّنا، فإذا فشا فيهم ولد الزِّنا أوشك أن يعمّهم الله بعقابه) رواه أحمد في مسنده عن ميمونة رضي الله عنها.

ويرجع هذا إلى الأسباب والعناصر التّالية حسب رأينا:

1- التّسيّب وإهمال جانب العناية بالفضيلة مِن شرف ونسل ونحو ذلك.

2- تأخير سنّ الزّواج مع المرور بفترات صعبة كالمراهقة وما بعدها دون منكوح. ولشدّة الاحتياج لذلك بسبب طُغيان سلطان غريزة شهوة النّكاح على الذّكور والإناث فوقعُوا في الرّذيلة أو في عنتٍ أيْ عناء نفسانيّ شديد بالنّسبة للمُحافظين والمحافظات. و ربّما يقعون في حرمان طويل خاصّة بالنّسبة للإناث فيُصبحن عوانس لا يتمتّعن بما يتمتّع به غيرهنّ كالزّواج والأسرة وانجاب الأولاد. وهذه مُصيبة عُظمى وخطر شديد على سلامة المجتمع ونقاوته مِن الوقوع في ما لا يُحمد عقباه في الدّنيا وفي الآخرة.

3- عدم تعدّد الزّوجات والحرمان منه في أغلب الجهات ، مع العلم أنّ سلطان شهوةِ الجِماع قويّ ومؤثِّر على النّفوس بصفة غريبة يُؤدِّي تأثيرها على العقول فتصير سقيمةً وميّالةً إلى قضاء الحاجة. عندها قد لا ينفع  وازع ديني ولا تقوى ولا حياء خصوصًا في هذا الزّمان وفي أغلب الجهات الّذي أصبح فيه تعرّي أجساد النّساء لإغراء الرّجال مِن المبيحات بسبب انتشار عقليّة الإباحية في العالَم.

4- عدم القيام بالحدود وعدم القِصاص مِن الجناة بصفة عامّة أصبح بمثابة فتح أبواب التّرغيب للوقوع في المعاصي.

    إذًا عمليّة التّزوّج مِن جهة وعمليّة قيام الحدود على المخالفين مِن جهة أخرى قد تُزيل أسباب الرّغبة في الجِماع غير الشّرعي. وقد يشتدّ البلاء وينتشر عند فقدان هاتين الخصلتين كما نرى ما عليه الحالة في هذا الزّمان.

    وبعد هذه المواضيع الّتي قدّمناها بالكتاب وعرضناها على المجتمعات لا يسعنا إلاّ أنْ ندعو المجتمع الدّولي الإسلامي ليهتمّ بهذا الأمر لجدارته ، وأنْ يقوم بما يلزم أو بما يقدر أن يقوم به كإحداث مؤسّسات نزيهة للغاية يتولّى أمرها رجال كبارٌ ومُصلحون لِتقوم بدراسة وإحصائيّات وحملات تَوْعوية للحثّ على التّزوّج والتّرغيب فيه وتيسير أسبابه ، مع التّشجيع لإزالة كلّ ما هو حرج للقضاء على الموانع والعراقيل حتّى يتمّ بذلك القضاء على العلاقات بين الجنسين غير الشّريفة مِن جهة ، ومِن جهة أخرى لتَمكين مَن كانوا قد تعرّضوا أو أَوْشَكُوا على الحرمان مِن الحياة الزّوجية.

    ولا بأس كذلك بالسّماح والتّشجيع للتّزوّج ببنات أَوْ أولاد مِن غير أبناء الجهة أَوْ الوطن مع التّوعية الدّينيّة الكاملة ليكون الزّواج شريفًا وكذلك النّسل ، وأنْ يكون الشّرط على كلّ امرأة تُنتدب للزّواج أنْ تكون بِكرًا أوْ لها ما يُثبِتُ زواجها سابقًا. ويجب أنْ يكون البحث عن ذلك بطريقة مشروعة وسريّة وشريفة للغاية حتّى لا يقع الحرج لأيّ طرف مع العلم أنّ الله تعالى يريد أنْ يكون النّسب شريفًا لأنّ أبناء الشّرف يَغِيرون على دينهم وعلى وطنهم وعلى حريمهم بصفة عامّة. أمّا أولاد الزِّنا فلا يَغِيرون على شيء مِن ذلك. لذلك فشا الفساد في المجتمعات لفقدان الأصالة لأنّ الّذي لا يَغِير على حُرمات الله قد خلا منه الوازع الدّيني فلا خير فيه لدينه ولا لدنياه.

   إنّنا نَتُوقُ إلى أنْ نَرَى هَذَا المشروع بصدد الإنجاز بِتَظافر مجهود كلّ طاقات الأمّة مِن حكّام وعُلماء وشعوب وأغنياء وفقراء وذكور وإناث في كلّ النّواحي الإسلاميّة ، على أنْ يكون التّزوّج بشروطه الشّرعيّة لا كما نراه بوسائل الإعلام مِن جرائد ومجلاّت وقنوات فضائيّة يخلو مِن عدّة شروط كالوليّ والشّهود ، مع فقدان ربّما الحياء والصّفات الشّريفة ، وفيه تشبّه بعلاقات النّصارى بين الجنسين. ثم إنّ نجاح الأمّة وعزّتها ونُصرتها لا تكون إلاّ بالعفاف أمّا إذَا لم يَعُفّ أفراد الأمّة ولم يبتعدوا عن كلّ دَنيء فلْنعلم أنّ ذلك هو سبب تخلّفها ، وانحطاط أحوالها ، وليس هو مِن العدوّ الخارجي فقط بل هو مِن نفسها بنفسها لأنّ النّصر مِن الله ، ولا يكون إلاّ بعد نصرنا لأنفسنا وحمايتها مِن المحرّمات الّتي نهى الله عنها بصفة عامّة.

  احذروا أنْ تغترّوا بكثرة الخيرات وما تتطلّبه الشّهوات وسهولة المِتع بِها. واعلموا أنّ الله يغفر الذّنب ويقبل التّوب مِن جهة وشديد العقاب على الظّالمين مِن جهة أخرى مصداق قوله تعالى: ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ 76 الزّخرف.


الحرية...

أيها الدعاة إليها ... دلوني بالله عليها
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ



نداء إلى الرحمة
والتراحم

الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...