مسيرة الدليل >> نور على نور >> الاستدلال على توافق الكتاب والسنة

الاستدلال على توافق الكتاب والسنة

و أنّهما نور على نور

 

وهو كمــا يـلي :

 

هـنا الآيات

هـنا شرحها بالسُنّة

اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ

لم يتْلُ القرآنَ مَن لم يعمل به.

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ

مَنْ لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر لم يزدد مِن الله إلا بعدا.

وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ

مَثل الّذي يذْكُر ربّه و الّذي لا يذْكُره كمثَل الحيّ والميت...

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ

مجالس الذّكر تنْـزل عليهم السّكينة و تحفّ ُبهم الملائكة...

إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ¤ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ¤ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ¤ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ

إنّ مِن العلْم كهيئة المكنون لا يعْلَمُه إلاّ العلماءُ بالله فإذا أظهروه أنْكَره عليهم أهلُ الغِرّة بالله.

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ

مَن كتَم علْمًا ممّا ينفع اللهُ به النّاسَ في أمْر الدّين ألْجَمه اللهُ يوم القيامة بلِجامٍ مِنْ نار.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً

تركْتُ فيكم ثقَلَيْنِ لن تَضِلّوا ما تمسّكْتم بهما كتاب اللهِ وسنّتي.

 

 - إنّ العلَماءَ باللهِ هم الّذين اصْطفاهم اللهُ لِقُرْبِه ، وطهّرهم ومكّنهم بحضْرة قُدْسه ، وأطْلَعهم على أسراره ، وبذلك زهِدوا في الدّنيا الرّاحِلة إلى الفناءِ ورغِبوا في الآخرة القادمِة إلى البقاء.

  -  حديث في اللّعن لِمَن ترك السُنّة وهو كما يلي:

(ستّة لعنتُهم ولعنهم الله وكلّ نبيّ مجاب الدّعوة : المحرّف لكتاب الله ، وفي رواية الزّائد في كتاب الله ، أو المكذّب بقدر الله تعالى ، المتسلّط بالجبروت فيُعزّ بذلك مَن أذلّ الله ، ويُذلّ من أعزّ الله ، والمُستحلّ لِحُرم الله ، والمُستحل من عترتي ما حرّم الله والتّارك لسنّتي) رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها.

وفعلاً فإنّهم ملْعونون ودليلُ ذلك كما تشير الآيات الكريمة التّالية:

﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً 115 النساء. والْعِياذ باللهِ مِنْ هذه الحالة الّتي يتْبَعُها الكثير مِنَ النّاس فتؤدّي بهم إلى أنْ يكون أولياؤُهم أعداءً للهِ ، ويكون مصيرُهم سَيِّئًا وهو الصُّلْيُ بنار جهنّم ، ولا أعتقد أنّ كلَّ مَن ٱطّلع على هذا الأمْر سيبقى متمَسِّكًا بغير سبيل المؤمنين.

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ 8 المجادلة.

 

كذلك هذا حال سَيِّئٌ لمن تناجَوْا بٱلإثم والعُدوان ومعصية الرّسول ، ولم يُحَيُّوا بما حَيَّ به اللهُ وهو"السّلام" وكذلك لا أعتقد أنّ أحدًا سيرضى بهذه الحالة مادام على وجه الحياة ، فلا بدّ أنْ يفرَّ إلى اللهِ ليَنْجُوَ ممّا وقع فيه غيره.

﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ 42 النّساء.

ليس أشدَّ عليهم مِنْ هذه الحالة حالةٌ حتّى أنّهم تمنّوا أن تُسوّى بهم الأرض كما تمنىّ غيرهم الّذين قالوا يا ليْتنا كنّا ترابًا عندما شاهدوا موقِف العذاب.

    وإنّ الرّسولَ صلّى الله عليه وسلّم أكّد أنّ ما جاء به مِن السُنّة مثَلُه كمثَلِ ما جـاء به مِنَ الكتاب سواء للعمل به أو للأجْر عليه أو للعقاب مِنْ أجله.

(ألا إنّي أوتيت الكتابَ ومثلَهُ معه) رواه أبو داود في السنن عن المقدام بن معر.

 -  وفي حُكم الشّرع العزيز: لا يُعتَبر مُؤمِنًا مَنْ أهملَ القيام بالسُنّة الشّريفة بل هو ملعونٌ ، فما بالكم بمن عاداها وحاربها واضْطهدَ القائمين بها ومُحِبّيها ، أو نبَذَهم وٱزْدَراهم وقضَى عليهم ِلاسْتِئصالهم مِنَ المجتمعات بِنِيَّة إطفاء نور اللهِ وذلك لتمْكين نظريات مبادئِ الأهواء والشّهوات ، رغم أنّهم يدّعون الإسْلام ويقولون لا إلـٰه إلاّ الله محمّد رسول الله، والحال أنّهم نَصَّبُوا أنفسَهم أعداءً للهِ تعالى وللرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فمِنْ أيْن يكون لهم النّفع بما يدّعـون ؟!

 

   أيّها النّاس! عليكم بالوزن بموازين القسْطاس الشّرعية حتى لا تغترُّوا بالأماني فتُقَصِّرون عن القيام بالواجبات ولا تنْتَهون عن المنْهيات، والرّجاء أنْ تُقايِسُوا بين أحوال مَنْ ذكرناهم وأحوال مَنْ نصّ عليهم الحديث التالي: (يـخرج في هذه الأمّة قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، يقرؤون القرآن لا يتجاوز حلوقهم أو حناجرهـم يمرقون من الدّين مروق السّهم من الرميّــة) رواه البخاري عن ابن سعيد الخدري. فهؤلاء قد خرجوا مِنْ صفّ الأمّة وانْسلَخوا مِنَ الدّين رغم أنّهم يُصلّون ويقرؤون القرآن ، وأولـٰئك قد حاربوها ولم يُصلّوا ونبذُوا القرآن جانِبًا ، وعكَفوا على فعْل المعاصي مِنَ الكبائر ليلاً ونهارًا ، وطوّروا ويسّرُوا أسبابَ وقوعها، فهؤلاء سَخَطُ الله عليهم يكون أشدُّ في نظر كلِّ عاقل مُطّلِعٍ على أمْر الدّين.

 

  - فهل أنّ القائلين " لا إلـه الله " في هذا الزّمان ، ولم يقوموا بكلِّ أو بِبَعض قواعد الدّين أو أهملوها تمامًا ، ولم يكفُّوا عن المعاصي ، هل يعتبرهم الشّرع العزيز مِنْ أهل الجنّة ؟! ما لهؤلاء كيف يَحْلُمون ؟! إنّ المسلمين اليوم لا يعملون لدِينِهم كما ينبغي وكأنّه كفاهم اتِّكالُهم على إيمانهم الضّعيف وقولهم لا إلـٰه إلاّ الله لدخولهم الجنّة ، والحال أنّهم لم يسمعوا أو لم يسْتَجِيبوا لقول اللهِ في هذا الشّأن: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ 142 آل عمران. حاشَا الله أن نتَألّهَ عليه سبحانه وتعالى ، في أنْ يُدْخِل النّاس الجنّةَ أو يحْرِمَهم منها ، أو يُدخلهم النّار أو يَقِيهم منها ! إنّما الّذي نراه نرْغَبُه هو أن يقوم المؤمِن بواجباته المطلوبة ، وأنْ يبْتَعد عن كلّ المعاصـي ، فيكون الرّجاء في دخوله الجنّة مُمْكِنًا.

- أمّا الأقوال والأعمال الّتي كانت لِغير وجْهِ اللهِ فإنّها تُردّ على أصحابها ، ولا أحدَ يشكّ في ذلك إلاّ مَنْ كان جاهلاً.

- وفيما يلي يقول اللهُ تعالى في شأن ما أنْزله على سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم سواء كان كتابًا أو سُنّة ، وفي شأن مَنْ كفروا بذلك أو مَنْ آمنوا به: ﴿فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ ¤ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ 89-90 الأنعام. فإنّ هذا الأمْر للرّسول بالإقتداء بهم يُفيد التعميم لأمّته ، وكذلك ليس فيه ما يدلّ على التّنقيص مِن قيمَته وقدْره صلّى الله عليه وسلّم بأنْ يَقتديَ بِمَنْ سبقوه مِن الهداة ولو كانوا أقلّ منه مقاماً ، إنّما كان ذلك تعظيمًا لشأْن القوْم الّذين وكّلَ بهم شريعته الغرّاء ليهتدِيَ بهم النّاس ، وهم لا ينقطعون بإذن اللهِ مِنَ الأمّة في كل جيل. وقد يكونون الّذين نصّ عليهم قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 104 آل عمران.

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ 28 الكهف.

﴿وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ 52 الأنعام.

فكلّ هذه الآيات تظْهَر أنّها تخُصّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولكنّها في الحقيقةِ تشمل كلَّ أفراد أمّته مِنْ خُلفاء وحُكّام وولاّة ودُعاة بأنْ يصبروا مع الذّاكرين المعبّر عنهم بأهلِ اللهِ ، ولا يَطردوهم عن ذِكْرِهم ولا عن مبادئهم ، ويُطيعوهم في أمْرهم هذا ، ولا يُطيعون غيرَهم مِنَ المغفّلين عن كتاب اللهِ و عمّا جاء به مِن ذِكْرٍ وطَاعةٍ.

 

  - واعلموا أيّها المؤمنون أنّ ميزان محبّة اللهِ تعالى لا يُقاس إلاّ بإتّباع الرّسول سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، والآية الكريمة التّالية صريحة في ذلك: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 31 آل عمران. يا سَلاَمْ ! ما أكْرَم هذا الرّسول الّذي أكْرمَه ربُّه عزّ وجلّ ، وربَط صِدْقَ حُبِّ النّاس إليه بإتّباعهم له أيْ للرّسول ، بحيث تبيّن بكلّ وضوحٍ أنّ نبيّنا وسيّدنا محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم هو الرّحمة الكبرى والغنيمة العُظمى والباب الأَوْسَع للدّخول إلى حضرة الموْلَى الجليل ، ولا وجود لبِابٍ غيره إلاّ ما كان تَبَعًا له. ونقول إنّ مِنْ علامات المحبّة ٱتّباع المحبوب في كلّ شيء كما قيل:

 

تعصي الإلـٰه وأنت تُظهِر حبّـه       هذا لعمري في القياس بديـع

لـو كان حبّك صَادقًا لأطعْته       إنّ المحبّ لِمَن  يُحبّ  مُطيـــع

 

وإليكم حديثاً شريفًا يُوصَف فيه حال الصّحابة بصفة خاصّة والتّابعين المُحافظين في آخر الزّمان بصفة عامّة:

(أنتم اليوم على بيّنة من ربّكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتُجاهدون في سبيل الله ، ثمّ تظهر فيكم السّكرتان : سكرة الجهل وسكرة حبّ العيش ، وستحُولُون عن ذلك ، فلا تأمرون بمعروف ولا تنهون عن منكر ولا تجاهدون في سبيل الله ، القائمون يومئذٍ بالكتاب والسنّة لهم أجر خمسين صدّيقا ، قالوا : يا رسول الله ! منّا أو منهم ؟ قال : لا بل منكم) حلية الأولياء عن أنس رضي الله عنه.

 

    انْظروا بارك اللهُ فيكم أنّ العمل بالسُنّة مُرتبطٌ بالكتاب كما جاء بالحديث أعلاه ، وكذلك فإنّ طاعةَ الرّسولِ صلّى الله عليه وسلّم مُرتبطة بالعمل بطاعةِ اللهِ ، وتعظيمَ الرّسول مرتبطٌ بتعظيمِ اللهِ ، وذِكْرَ الرّسول مرتبط بذِكْرِ   اللهِ ، ومحبّةَ الرّسول مرتبطة بمحبّةِ اللهِ ويمكن أنْ نقولَ بأنَّ محبّةَ اللهِ مرتبطة بمحبّةِ الرّسولِ ، وطاعةَ اللهِ مرتبطة بطاعةِ الرّسولِ ، وذكْرَ اللهِ مرتبط بذكرِ الرّسولِ ، بحيث أنّ الله تجلّى عليه بلا فاصلٍ ولا فارقٍ ولا أحدَ يقدر على أنْ يتطاولَ ويتحدّى الكتابَ والسُنّةَ وعدم العمل بهما إلاّ مَنْ كان قد خَلا مِنْ عقيدةِ التّوحيد ودخلَ في ظُلمَات الجهالات والضّلالات ، وآثر الدّنيا على الآخرة ، وهذا مِن السّفاهات. أعاذنا الله وإيّاكم مِن كلّ سوء.


الحرية...

أيها الدعاة إليها ... دلوني بالله عليها
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ



نداء إلى الرحمة
والتراحم

الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...