مسيرة الدليل >> الأسرة والحياة الزوجية >> الحثّ على الإسراع بالتّزوج

الحثّ على الإسراع بالتّزوج

   لقد تعرّضنا إلى شرح كلمة " العنوسة " في أوّل درس بباب: موانع تيسير الزّواج وتعطيله قبل الفقرة 1 ، وشرح كلمة "العنت" في باب حلول مشاكل العنوسة الفقرة 16.

وإليكم خطاب الله تعالى: ﴿أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 13 الحجرات.

   اعلموا أنّ غاية خلْق الذّكر والأنثى وجعْل الشّعوب والقبائل "لتعارفوا" أيْ ليتعرّفوا على أمر الله لهم ليقوموا به ويتعرّفوا على بعضهم بعض ليتعاونوا ، والتّعرّف على الفوائد الّتي تحصل مِن هذا التّعرّف. وكذلك الشأن بالنسبة إلى الشّعوب والقبائل. الخلاصة أنّ الكلّ مِن آدم وآدم مِن تراب فتعرّفوا أيّها النّاس على حقيقة هذا الأمر الّذي يدعوكم إلى مقام التّكريم. وإنّ أحْسَنَكم في ذلك هو أكرمكم عند الله تعالى ، ولتتسابقوا في هذا الميدان الّذي خصّه الله تعالى لكم.

﴿نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 223 البقرة.

    بيّن الله تعالى أنّ النّساء حرثٌ للرّجال ، وأمرهم بإتيان حرثهم بدون حرج مَتَى شاءوا وكيفما شاءوا حيث عبّر الله على النّكاح بالحرث لأنّه تُزرع فيه الأجنّة وتنموا إلى أنْ تَصير أطفالاً ثمّ يقع وضعها ، "وقدّموا لأنفسكم" أيْ أنّ كلّ مَن حَرثَ حرثًا حلالاً فله الأجر في ذلك يُقدّمه لنفسه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ مَن أتى الله بقلب سليم ، لأنّ القلب السّليم هو الّذي ينكح المنكوح الحلال. فالزّوجة حلال والنّطفة حلال وكلّ ذلك مرغّبٌ فيه شرعًا لما فيه مِن أجور. وبالعكس لو كان المنكوح حرامًا والنُطفة حرامًا فذلك مَنهيٌ عنه لِما فيه مِن عُقوبات شديدة في الدّنيا إمّا بإقامة الحدود أوْ بالعذاب مِن الله كالأمراض البدنيّة وتلف الأموال ، وفي الآخرة العذاب بجهنّم وبِئْس المصير.

    اتّقوا الله في النّساء كما جاء في بعض الحديث: "فإنّهنّ عوَانٌ عندكم" ، "واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله". واعلموا أنّكم مُلاقوه فيُجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ، وبشّر المؤمنين الّذين أعطوا لكلّ ذي حقّ حقّه وأرضوا ربّهم عزّ وجلّ.

﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 32 النّور.

   أيْ زوّجوا بسرعة غير المتزوّجين منكم سواء كانوا أرامل أو عوانس. فالرّجال زوّجوهم مِن النّساء غير المتزوّجات ، والنّساء زوّجوهنّ مِن الرّجال سواء كانوا متزوّجين أو غير متزوّجين. المهمّ السّعي لإنكاح الأيامى بأيّ طريقة شرعيّة كانت لتجنّب العنت والقضاء على العنوسة. ولا يكون الفقر سببًا في عدم التّزوّج لأنّ الله تعالى قال: "وإن يكونوا فقراء يُغنيهم الله مِن فضله" فهو واسع الجود والكرم العليم بكلّ شيء لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السّماء حيث أنّه لم يُوقف الزّواج بسبب الفقر كما يرى الكثير مِن النّاس بل شجّع على ذلك بقوله تعالى: "يُغنيهم الله مِن فضله".

وفي الحديث: (مَن بلغت ابنته النّكاح ولم يُزوّجها فزَنت فعليه مثل إثمها ، وإثمها عليه) عن الحسن بن علي رضي الله عنهما. هذا ما يدلّ على الرّغبة في سُرعة تزويج البنات وعدم إبقائهنّ ببُيوت آبائهنّ إنْ وُجدتْ فُرص الزّواج.

وفي الحديث: (إنّ النبّيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يتعوّذ مِن الأَيْمَةِ والعَيْمَةِ وهو طول العزبة). الرّجاء مِن العموم السّعي لتزويج بناتهم حتّى لا يقعوا في مثل هذا الإثم العظيم المتضاعف العقاب.

وفي الحديث: (مسكين ، مسكين ، مسكين ،  رجل  ليس  له  امرأةٌ  و إنْ كان كثير المال، مسكينة ، مسكينة ، مسكينة ، امرأةٌ ليست لها زوج وإنْ كانت كثيرة المال) رواه الطبراني في الأوسط عن أبي نجيح رضي الله عنه.


الحرية...

أيها الدعاة إليها ... دلوني بالله عليها
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ



نداء إلى الرحمة
والتراحم

الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...