مسيرة الدليل >> دروس ومقالات >> الإحسـان في المعامـلات

الإحسـان في المعامـلات

    قال الله تعالى:

-﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 134 آل عمران.

-﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً 36 النساء.

-﴿وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ 9 المجادلة.

    إنّ الإنسان مدني بالطّبع ويحتاج إلى ما يحتاج إليه أخـوه الإنسان ويرغب فيما يرغب فيه أخوه الإنسان ويحبّ ما يحبّ أخوه الإنسان ويكره ما يكره أخوه الإنسان. وبصفة عامّة إنّ كلّ فرد يجب أن يُعامَل معاملة طيّبة وأن يكون في مأمن ويعيش في اطمئنان وهذه سنّة الله في خلقه الّذي بيّن بالآيات أعلاه. كيف يتعامل كلّ النّاس بإحسان مع بعضهم بعض خاصّة العناية بالأقارب والضّعفاء والمحتاجين والجيران ليتعايشوا على أحسن حال ارتضاه الله لهم واعتبره إحسانا يجازي به أهله يوم القيامة.

    هذا النّوع من المعاملات يُعتبر نصف معاملات الدّين. فللنّاس حقّ على بعضهم البعض ولله حقّ على كلٍّ منهم. فلو قام كلّ أحد بالواجبات الّتي عليه نحو الآخرين لأدّى حقّهم عليه ولأدّوا حقّه عليهم. وهذا ما يجب أن يكون عليه المجتمع الإنساني بصفة عامّة وخاصّة المؤمنون فالواجب عليهم أن يكونوا سبّاقين لميادين الإحسان بجميع أصنافه تطبيقا لأمر الله ورغبة في فضله عليهم. ولنقف جميعا هنا وقفة تأمّل  لننظر للواجـبات الّتي علينا هل قمنا بتأديتـها كما هو مطلوب ؟ وإذا لاحظنا حالة النّاس اليوم فإنّه من الصّعب أن نزكّيهم لأنّ الأمانة أُهملت ، وضاعت حقوق النّاس بفساد المعاملات بينهم إلاّ ما رحم ربّي.

    فاتّقوا الله عباد الله ، وخالقوا النّاس بخلق حسن ، وعاملوهم بِما تُحبّون أن يُعاملوكم به واحذروا الله فإنّه لا يحبّ كلّ مختال فخور على غيره من النّاس بِما فضّله به من سلطان أو رزق أو جاه أو قوّة أو جمال إلى غير ذلك. وكونوا عباد الله إخوانا وخاصّة أخوّة الجنس البشري الّتي هي أشمل وأخوّة الدّين الّتي هي أفضل وأرْضُوا اللهَ ليُرضِيَكم.