مسيرة الدليل >> دروس ومقالات >> التّعـاون والتّضـامن

التّعـاون والتّضـامن

    قال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى 2 المائدة.

    من الضّروري أن يتعاون النّاس على البرّ بجميع أنواعه مع التّقوى ليحصل التّضامن بينهم وكما جاء بالحديث ليكونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسّهر والحمّى.

    نعم ، لولا التّعاون لانخرم نظام العالم الإنساني. و يجب أن يكون التّعاون نزيها بِمقتضى شرع الله عزّ وجلّ إذ يجعل الله فيه سلطانا للمتعاونين من عون وبركة.

فاحذروا أن يستنكف أحد من إمكانيّة معاونته للآخرين. فالتّعاون لخدمة الإنسانيّة

 يمكن أن يكون من غير الإنسان من الكائنات الأخرى على اختلافها. فكلٌّ له دوره في التّعاون. هذه الشّمس والقمر ، وهذا النّهار واللّيل ، وهذه الحرارة والبرودة ، وهذا النّحل الّذي يخرج من بطونِها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للنّاس وغير ذلك كثير. فما بال الإنسان لا يتعاون بانضباطه مع أخيه الإنسان كما هو مطلوب منه إنسانيّا بل ربّانيّا كما جاء بالتّنْزيل: ﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ 32 الزخرف. بِمعنى أنّ الله جعل النّاس طبقات ليُسخّر بعضهم لخدمة بعض ، فهذا الموظف يخدم المواطن ، وهذا المواطن يخدم الموظّف ، فالخبّاز يوفّر الخبز ، والطّبيب يُوفّر العلاج ، والفلاّح يوفّر المنتوجات ، وأصحاب الميكانيك يُوفّرون وسائل تصنيعها كالتّكييف والتّعليب وغير ذلك.

    عباد الله ! إنّ عون العبد لأخيه يُمثّل عون الله له كما في الحديث: ( لا يزال الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) رواه الشّيخان.