مسيرة الدليل >> الأسرة والحياة الزوجية >> المرأة والحجاب

المرأة والحجاب

    شاء الله تعالى أن تكون المرأة شقيقة الرّجل وأن يكون للرّجل خاصّيات وامتيازات ، وأن تكون للمرأة كذلك خاصّيات وامتيازات سواء من حيث التّركيب الجسماني أو من حيث الحُكم الرّباني المترتّب عن العلاقات الشّخصيّة بينهما.

    بيّن الله تعالى لكلٍّ من الطّرفين ما يجب أن يقوم به نحو الطّرف الآخر. وقد خصّ النّساء على العناية بالمحافظة على التّستّر بصفة عامّة وحضّهنّ على ذلك. وفرض على مظهرهنّ الخارجي الحِجاب ليكون:

1) حاجزًا لِمَنع ميل الرّجال إليهنّ سعيًا وراء حُبّ الشّهوات منهنّ: ﴿زُيِّنَ للنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَآءِ 14 آل عمران.

2) اجتنابًا للسُّفور الّذي غالبًا ما يكون سببًا في تيسير الانزلاق في مهاوي الرّذيلة ، ويُصبح من الصّعب التّخلّص من ذلك: ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ 59 الأحزاب. أي: عند نزع الحِجاب تُعرف النّساء من حيث النّسب أو الجمال أو المكان ، ويقع الطّمع فيهنّ فيتعرّضن إلى عدّة مُعاكسات بسببها ربّما يُؤذَيْن في قلوبهنّ فيمتدّ ذلك إلى شرفهنّ وعرضهنّ.

    فالحجاب للمرأة من إرادة الله تعالى وله فوائد عديدة نذكر منها:

1) طهارةً للقلوب لأنّ النّظر إلى المرأة عند كشف صفاتها سهم شيطان وبريد زِنا كما يُقال. فإذا كانت المرأة محجوبة لا تنظر لها الأعين. وإذا نظرت فلا تقع على شيء منها يُسرّب مرضًا إلى القلوب لأنّه من المعلوم أنّ المرض قد يُسبّبه النّظر وقد يُثبّته السّمع وقد يمنعه الحجاب.

2) الحجاب وقاية للشّرف ومحافظة على العرض وحراسة للفضيلة.

3) استعمال الحجاب زيادة على ما ذكرنا هو أدب مع الله تعالى في تطبيق تعاليمه السّماويّة.

    الله سبحانه وتعالى خلق الزّوجين -الذّكر والأنثى- وهو أعلم بطبيعة كلٌّ منهما وشدّة احتياج وميْل كلّ جنس منهما للآخر فِطرة الله الّتي فطر النّاس عليها.

    وهو عزّ وجلّ الّذي سوّى الحقوق الشّخصيّة بينهما لئلاّ يحصل اضطراب وفوضى في العلاقات وجعل الرّجل قوّامًا على المرأة مُقتضى قوله تعالى في مُحكم التّنْزيل:

- ﴿ولَهُنَّ مِثْلُ الّذي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وللرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةً 228 البقرة. فدرجة الرّجال على النّساء في الآية هي: القِـوامة.

- ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ 34 النّساء.

    وجاء في أحاديث لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أبي هريرة رضي الله عنه إثباتًا لِقِوامة الرّجال على النّساء:

1- (استَوْصُوا بالنّساء خيرًا ، فإنّ المرأة خُلقت من ضِلع أعوج ، وإنّ أعوج شيء في الضّلع أعلاه ، فإن ذهبتَ تُقيمه كَسّرته ، وإن تركتهُ لم يزل أعوج ، فاستوصُوا بالنّساء خيرًا) في السّنن الكبرى للبيهقي.  "فاستوصُوا" أمْر للرجال بالنّساء خيرًا لأنّهنّ ضِعافٌ بالنّسبة إلى الرّجال.

2- (لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها) رواه الطّبراني عن زيد بن الأرقم.

3- وفي رواية أنّه صلّى الله عليه وسلّم قال: (لا تُؤدِّ المرأة حقّ ربّها حتّى تُؤدّيِ حقّ زوجها) متّفق عليه.

    احذرُوا أيّها الرّجال من فقدان الرّجولة والمروءة والشّهامة بموت قلوبكم كما جاء بالحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما: (لَيَغشيَنَّ أُمّتي بعدي فِتَن يموت فيها قلب الرّجل كما يموت بَدَنه) رواه نعيم بن حمّاد في الفتن.

    ومن أراد زيادة اطّلاع على إثبات قِوامة الرّجال على النّساء فعليه بمُراجعة باب "الذَّكر والأنثى".


الحرية...

أيها الدعاة إليها ... دلوني بالله عليها
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ



نداء إلى الرحمة
والتراحم

الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...