مسيرة الدليل >> الأسرة والحياة الزوجية >> الحث على التّزوج بالصّالحين والصّالحات

الحث على التّزوج بالصّالحين والصّالحات

   لقد اهتمّت تعاليم الدّين الإسلامي اهتمامًا كبيرًا بتركيز واستقرار حياة الأسرة لتكون مبنيّة على قواعد المعاشرة بالمعروف وذلك باختيار القرين والقرينة كما أمرتْ الآية الكريمة التّالية وأشارتْ: ﴿فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ 3 النّساء.

    أجاز الشّرع للرّجال تعدّد الزّوجات إلى حدود الأربع حيث وفّر لذلك زيادة عدد وجود الإناث على عدد الذّكور ، وأمر الرّجال بنكاح ما طاب لهم مِن النّساء. إنّ كلمة: "ما طاب لكم مِن النّساء" تُفيد عدّة معاني مِنها:

- ما كان حلالاً خالٍ مِن جميع الموانع الشّرعيّة.

- ما كان صالحًا خلقًا وخُلُقًا.

- ما لذّ وحلاَ وحسُن في نظركم.

- مِن حُسن الـمُعاشرة والـمُخالطة.

- ما ساعد على القيام بشؤون الحياة بأنواعها.

- ما أقام العدل بينهنّ.

إنّ الأمرَ للرّجال بالنّكاح فيه حِكمة تنتج عنها فوائد عديدة:

- لبعث روح التّضامن والمودّة بين الرّجل والمرأة.

- كفالة كلّ النّساء لئلاّ يَبقينَ عالةً أو عوانس أو يَنْسَقْنَ في تيّارات الشّذوذ والفجور فيخرب بذلك المجتمع الّذي أراده الله تعالى أنْ يكون نقيًّا.

- لاستعفاف الرّجال والنّساء فيُمسكوا جميعًا عن مُمارسة الحرام ما دامت إمكانيّـة مُمارسة الحلال متوفّرة.

    والحمد لله الّذي أراد أنْ تكون الـمُعاشرة طيّبة مِن جميع الأطراف كما نصّ بقوله الكريم: ﴿وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ 26 النّور.

والطّيّبات مِن النّساء للطّيّبين مِن الرّجال. والطّيّبون مِن الرّجال للطّيّبات مِن النّساء وإنْ كان لها معاني أخرى.

﴿وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 221 البقرة. نَهى الله تعالى المؤمنين عن نكاح المشركات لأنّهنّ نجس لا خير ولا صلاح فيهنّ. كما نَهاهم عن زواج المؤمنات بالمشركين. وهذه إشارة إلى أنّ الزّواج بأمَةٍ أيْ جارية مُؤمنة خير مِن مُشركة ولو أعجبتكم وقال: "لَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ" لأنّ المُشركين يدعون إلى النّار. أمّا الله فأمْرُه ودعوته إلى الجنّة والمغفرة بإذنه.

جاء في الحديث الشّريف تعضيدًا لما ذكرناه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُشير إلى أفضليّة التّزوّج بالأبكار بقوله: (عليكم بالأبكار ، فإنّهنّ أعذب أفواها ، وأنتق  أرحاما ، وأسخن أقبالا ، وأرضى باليسير مِن العمل) ابن السّنيِّ وأبو نعيم في الطُبّ عن ابن عمر رضي الله عنهما. فالبنت البكر لم تُخالط غير زوجها فتراه كاملاً وترضى باليَسير منه لأنّها لا تعرف غيره فتَقيس كماله أو نُقصانه به.

عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (تزوّجُـوا في الحجز الصّالـح فإنّ العرق دسّـاس) [رواه ابن ماجة] [ الحجز: الأصل / دسّاس: أي أنّ أخلاق الآباء تتصل إلى الأبناء ]. تزوّجوا في الحُجز الصّالح أيْ في الأصل الصّالح سواءً كان أصل الرّجل أو أصل المرأة. فإنّ العِرق دسّاس أيْ أنّ أخلاق الآباء تتّصل بالأبناء. فمَن كان طيّبًا فاضلاً أنجب أولادًا مثله ومَن كان خبيثًا أنجب أولادًا مثله خبيثين حقيرين.

وفي الحديث: (زَوِّجوا الأكفاء ، وتزوَّجوا الأكفاء ، واختاروا لنُطفكم) [رواه ابن حبّان في الضّعفاء عن عائشة رضي الله عنها]. أيْ لا تزوّجوا بناتكم إلاّ مَن كان كُفئًا مِن أصحاب المروءات ولا تتزوّجوا إلاّ صاحبات الكفاءة الصّالحات القانتات الحافظات للغيب لأنّ اختيار القرين أمرَ به الشّرع وأجازه كما جـاء في قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (الدّنيا كلها  متَاع وخير متَاعِ الدنيا المرأة الصّالحة...) [رواه مسلم والنّسائي عن  ابن عمرو].

إذًا على الجميع الاهتمام والعناية بتربية الأجيال ذكورًا وإناثًا ليتوفّر لكلّ صنف ما يرغبه مِن الصّنف الآخر مِن الصّلاح لأنّ المرأة الصّالحة إذَا لم يكن لها قرينٌ صالحٌ تكون حياتُها فتنة.

   وبصفة عامّة إنّ صفات الصّالحين والصّالحات قد نصّت عليهم الآية الكريمة التّالية: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً 35 الأحزاب.

اللّهم ربّنا اجعلنا مِن أصحاب هذه الصّفات الحميدة.


الحرية...

أيها الدعاة إليها ... دلوني بالله عليها
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ



نداء إلى الرحمة
والتراحم

الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...