مسيرة الدليل >> صيحة كبرى وعظمى >> نداء إلى العلماء والحكام والشّعوب الإسلامية

نداء إلى العلماء والحكام والشّعوب الإسلامية

.. ورغم كلّ ذلك فإني لازلت أحاول إصلاحكم وجمع شملكم على طاعة الله ورسوله. وعلى كلّ حال فإنه لا يمكنكم الخلاف ولا الاختلاف في الدّين ولا على الدّين مهما كان الأمر. لأن الله عزّ وجلّ أنزل إليكم بالكتاب ما فيه كفاية لرشدكم وصلحكم ونفعكم وقوتكم وتضامنكم بل وحياتكم كلّها اليوم وغدا ، ولا تبديل ولا تغيير لكلمات الله. ألم يقل لكم:

أ- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ 59 النساء.

ب- ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ ١٠ الشورى.

ج- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ٧ محمد.

ربما أخطأتم يا مسلمين في فهم أولي الأمر الحقيقيين وأهنتموهم ولم تجعلوا لهم حسابا في زمانكم ولم تردّوا أمركم إلى الله ورسوله وهم الذين أوْلى به في كل الأزمنة. وحسبتم بدَلهم من ليس له في هذا الأمر حسابا ثمّ بعد ذلك رددتّم أمركم إلى أعدائكم فكانت نتيجتكم دركات جحيم متواصلة ومتعاظمة من فتن وعذاب ومعاناة في جميع ميادين حياتكم.

ولو كلّما اختلفتم في شيء سارعتم إلى التّحاكم بما حكم الله فيه. وجميع الأطراف كانت راضية ومطيعة لذلك الحكم لما كنتم على هذه الحال المشؤومة المتعوسة. لكننا رأينا كلاّ من المتخالفين بادروا بالشكوى والتّحاكم لدى خصومهم وأعدائهم الكبار الذين بيّنهم الله لهم ونهاهم عنهم.

وأنا أقول بصراحة: أنّ سبب اختلاف المسلمين وهلاكهم من جميع النّواحي يرجع إلى ثلاثة أمور هامّة:

- الأمر الأوّل: أنّ المسلمين أسندوا الأمانات إلى غير أهلها

حيث نبذوا أُولي أمرهم الحقيقيين الموالين لله ولرسوله والعاملين بأحكام كتابه. واتّخذوا أُولي أمرهم ممن ليس لهم صفات الوَلاية أصلا.

- الأمر الثاني: أنّ المسلمين ابتعدوا عن الله ورسوله والعمل بأحكام كتابه وسنّة رسوله وأبدلوا كلّ ذلك بطاعات لقوانين وضعية وتقديس لسياسات ظلمانية والانشغال بممارسات شهوانية بلا هوادة.

- الأمر الثالث: إنّ من استعمروهم سابقا من الدول الغربية زرعوا فيهم سمّ حبّ الدّنيا وزينتها إلى أن اتّبعوهم وقلّدوهم في كلّ شيء. وربطوا معهم علاقات ومعاهدات سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية وصحّية وتعليميّة.. وعلاقات صداقة مع الأعداء اعتبروها حميميّة ، والحال أن الله تعالى كان نهاهم وحذّرهم من ذلك. وبذلك تمكّن أعداؤهم منهم شيئا فشيئا إلى أن أصبح حلّ وعقد أمور المسلمين بأيديهم يتصرّفون فيهم كما شاءوا وكيفما شاءوا ولمصالحهم ومصالح دولهم وأوطانهم فحسب ، إلى أن ضاع توازن الأمّة المحمدية. فما الحلّ إذن؟!.

أيّها المسلمون !! تصرّفوا بعقلياتكم القلبيّة وافصلوها عن الهيمنة النفسيّة وشهواتها الدّنيئة. وارجعوا إلى الله وقولوا قولا سديدا واعملوا عملا صالحا واحكموا عدلا وقسطاسا بأمْره الذي فصّله لكم تفصيلا ، وأمْر رسوله الذي بيّنه لكم تبيينا. وإلاّ فلا نجاة لكم مما أنتم فيه من انحطاط ودمار وخراب ، والقادم إليكم شرّ من كلّ ذلك. وإنّي أخاطبكم جميعا صنفا صنفا. وأقول استيقظوا جميعا من غفلتكم العميقة التي أنتم عليها ، وانهضوا إلى الحقّ بصدق وجدّ واجتهاد.

أيها السّادة علماء أهل الزّمان من المسلمين مالكم هكذا ؟! كفى اختلافات وعداوات بينكم ، وكفى اتّباع ما تشابه وتأويل الأمور الدّينية في غير محلّها ربما كان ذلك   مجاراة لمحبّي الدّنيا من لهم مكانة أو سلطة خوفا منهم أو طمعا فيهم. وليكن حتما عِلمُكم من شرع الله العزيز الحميد وعمَلكم ومعاملاتكم به. ولا تتأثّروا بالآراء والأفكار والنظريات والبرامج الأجنبية الدّخيلة. وبالله عليكم كونوا ربّانيين فلا تغتروا بمعلوماتكم الواسعة ولا بشهاداتكم الكبيرة ولا بمواقعكم الشّهيرة. وكونوا بمثابة وزراء حقًّا ، تؤازرون حكامكم وشعوبكم وتتعاونون معهم على البرّ والتقوى وتحافظون على دينكم لكسب مرضاة الله وضمان الدّخول يوم القيامة إلى جنّات النّعيم. وإيّاكم ثمّ إيّاكم أن تتعاونوا على الإثم والعدوان ومعصية الرّسول كما نرى الكثير والكثير منكم اليوم على هذه الحال.

 

أيّها السّادة حكام أهل الزّمان من المسلمين ما لكم  هكذا ؟! لا تعلوا على علماء أهل زمانكم ولا على شعوبكم واخفضوا جميعا الجناح إلى بعضكم البعض وتعاونوا جميعا   على البرّ والتقوى بمقتضى أمْر الله وأحكامه. وأعلموا يقينا أن الله يقول لكم: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ ٤٥ المائدة.

فسارعوا إلى انقاذ أنفسكم وانقاذ شعوبكم من الورطة العظيمة التي أنتم جميعا وقعتم فيها وتُعانون منها ما أنتم تعانون. وكونوا وزراء حقًّا ، فآزروا أهل العلم بصفة عامّة والربانيين منهم بصفة خاصة. ولا تغتروا بسلطتكم ونفوذكم فالله لا يعتمد لكم إلاّ على حسن رعايتكم لشعوبكم.

أيا شعوب الدّول الإسلامية مالكم هكذا ؟! تذبذبتم وارتبتم في أمر دينكم وكأنّكم استغنيتم عنه. اتقوا الله حق تقاته وكونوا عباد الله المخلصين واجتنبوا ما أنتم عليه من غفلات ومخالفات وألعاب وملاه وما لا يمكن ممارسته وتناوله شرعا كالتدخين والخمر والميسر والشّيشة والزطلة ولعب النرد والشّطرنج والإسراف والاختلاط والزّنا والرّشا والرّبا وعدم القيام بالواجبات الدّينية والدّنيوية ونحو ذلك كثير. وكونوا تابعين لعلمائكم طائعين لحكّامكم بمقتضى شرع الله تعالى.

وأخيرا أرجو من الجميع سرعة الرّجوع إلى الله بالتّوبة النّصوح. والتّسامح والتّصالح والتّعاون النّزيه فيما بينكم للنّجاة من كل أنواع عذاب الفتن والمحن الحاضرة ما ظهر منها وما بطن والقادمة التي ستكون أشدّ بلاء وأشرّ منها.

وإنّي أُشهد الله عليكم كما أُشهدَ عليّ. وأختم هذه النّصيحة المشتملة على الصّيحة الكبرى والعظمى للنّجاة من كلّ شرّ مستطير بأقوال من الله العليّ القدير جلّ جلاله: 

-﴿ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ ١٩٣ آل عمران.

-﴿ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ٨٩ الأعراف.

-﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ١٥ الجاثية.

 ﴿ وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ١٧٦ آل عمران.

-﴿ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ 44 الأنعام.

-﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾ ١٦-١٩ المرسلات.

-﴿ فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ ١٤٧ الأنعام.

وفي النّهاية أقول قول الحقّ جلّ جلاله:

﴿ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ١٩ المزمل.


الحرية...

أيها الدعاة إليها ... دلوني بالله عليها
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ



نداء إلى الرحمة
والتراحم

الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...