مسيرة الدليل >> صيحة كبرى وعظمى >> وجوب عقد المصالحة

وجوب عقد المصالحة

١- وجوب عقد المصالحة مع الله تعالى مع أنّه لا يتمّ إلاّ بشروط التّوبة النّصوح ودليل ذلك ونتيجته قوله تعالى:

أوّلا: ﴿ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ160 البقرة.

وثانيا: ﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً 60 مريم.

٢- وجوب عقد المصالحة مع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لاتّباعه وطاعته ونصرته والعمل بإخلاص بما جاء به بمقتضى أمر الله وحُكمه القائل:

أوّلا: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً * فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ٦٤-٦٥ النساء.

وثانيا: ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 63 النور.

وثالثا: ﴿ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ٨٠ النساء.

ورابعا: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 157 الأعراف.

وخامسا: الحديث الشّريف: ( من أطاعني دخل الجنة ) رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه. إذن فطاعة أمره صلّى الله عليه وسلّم والعمل به من أوجب الوجوب. ولا مجال لمخالفته أو الهروب والتنصّل من طاعته مهما كان الأمر. لأنّ ذلك يؤدّي -والعياذ بالله- إلى مُشاقّة الله ورسوله أي إلى الكفر بهما مباشرة.

٣- وجوب عقد المصالحة مع أولي الأمر منكم رضي الله عنهم ، لا مع غيرهم من غيركم: لأنّ طاعة أولي الأمر رضي الله عنهم في زمانهم بمثابة طاعة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. وطاعة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بمثابة طاعة الله. وقال الله في هذا الشّأن: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ٥٩ النساء. وقال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في هذا الشّأن: ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. والمصالحة هذه لا تتمّ أبدا إلاّ بعد المصالحة مع الله تعالى والرسول صلّى الله عليه وسلّم لأنّها مرتبطة بهم ارتباطا كليا. وقد يكون مفهوم عامّة الناس في "أولي الأمر" أنّهم هم الحكام بصفة عامّة ، والرّاجح والصحيح أنّ المقصود بــــ "أُولي الأمر" هنا هم سلاطين الله من خلفائه في أرضه. العاملون على منهاج النبوّة المحمّدية كما نصّت الآية: ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ٨٣ النساء. وهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله من الدرجة الأولى ، وليسوا هم ولاّة الأمور من: ملوك وملكات ورؤساء ورئيسات وأمراء وأميرات وسلاطين وسلطانات وبطاناتهم وجنودهم وكلّ من كان على شاكلتهم. ولو كان المقصود هؤلاء ما كانوا أحدثوا الفتن في الأمّة وفرّقوا صفوفها وأهلكوا بذلك الحرث والنّسل كما هو واضح بسبب ميلهم إلى الشّهوات وحبّهم للرّئاسات. لكن يظهر بوضوح لكلّ مستبصر أنّ الله في هذا العصر أخفى أولئك السّلاطين الخلفاء الذين شهد الرّسول عليهم بإمداده لهم بالوراثة النبوية ، وشهدوا هم على الناس بالنصح لهم وإرشادهم ودعوتهم إلى الله.. نعم ، أخفاهم عن أبصار النّاس المطموسة بصائرهم -يعني الذين طبع الله على قلوبهم- لماذا أخفاهم ؟! فلا يمكن أن نفهم أنّهم ليسوا بموجودين ، ولكن نفهم أنّ الله أخفاهم لحِكمةٍ وبكيفية لم تمكّن الوصول إلى معرفتهم إلاّ لمن شاء الله له ذلك ، لأنّ النّاس اليوم أنكروهم وعادوهم وحاربوهم حتى لا يُقتدى بهم. وسدّوا طريقهم القويم بطمس معالمه حتى لا يُهتدى إليه. وكذلك ليسوا على استعداد لطاعتهم واتّباعهم ، بل اتّبعوا سلطان الشّهوات المرتبط بالنّفس والشّيطان الذي استحوذ عليهم وشغلهم عن ربّهم بما يُلهيهم من كثرة الممارسات الخبيثة المتنوّعة في جميع الميادين وخصوصا منها الإسراف والاختلاط واللهو واللعب غير المحمود الذي بلغ درجة التحريم.

أيها المسلمون ! ألم تعلموا أنّ الله يقول لكم بمحكم التنزيل: ﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ7 الرعد ؟!. بالله عليكم لو اتّبعتم هاديكم لكنتم في حصن حصين وأمن أمين في الدّنيا وفي الآخرة. لكن أين هاديكم اليوم يا قوم أهل زماني؟!! لقد غيّب الله معرفتكم عنه لعدم أهليتكم له.

٤- وجوب عقد المصالحة مع كتاب الله القرآن العظيم الذي به تُربط جميع المصالحات كما يلي:

أوّلا: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ١٢١ البقرة.

وثانيا: ﴿ وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ١٧٠ الأعراف.

٥- وجوب عقد المصالحة مع طريق الله القويم بالاستقامة عليه وهو بالذات صراط الذين أنعم الله عليهم.

أوّلا: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً١٦ الجن.

وثانيا: ( تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلاّ هالك ) رواهابن ماجهعنالعرباض بن سارية.

٦- وجوب عقد المصالحة مع بعضهم البعض كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ١٠ الحجرات.

٧- وجوب تطهير أنفسهم من اتّباع الشهوات وتزكيتها بالمجاهدات ، كما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ( ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب ) رواه أحمد عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه.

٨- وجوب المحافظة على سلامة قلوبهم وتطهيرها من الغفلــة لأنّ الغفلة آفة عظمى وهي بداية الخذلان الذي بيّنت الآية التالية بعض نتائجها الأليمة وعواقبها الوخيمة كما يلي: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ١٧٩ الأعراف.

٩- وجوب تطهير أرواحهم من السِّوَى لئلاّ يُساوُون بالله شيئا غيره مهما كان عقيدة أو عبادة أو معاملة ليكونوا في مستوى الرحمة والغفران مع عدم الاتّباع لأهل الشّهوات: ﴿ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ١٥٠ الأنعام.

١٠- وجوب القيام بالواجبات المفروضة بأحكام الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم من أمر ونهي وتحليل وتحريم وعدم التفرّق عنها ولا الاختلاف فيها مصداقا لهذه الآيات:

أوّلا: ﴿  وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ105-108 آل عمران.

وثانيا: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ٣٦ الأحزاب.

وثالثا: ﴿ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ١٣ الشّورى.

والملاحِظون هنا يرون بكل سهولة التفرّق والاختلاف في الأمّة وعدم القيام بالدّين مع التفرّق في شؤون الدّين وشؤون الدّنيا حيث أصبحت الأمّة أوّلا: دويلات دويلات ، وكلّ دولة لها قوانينها الوضعية الخاصّة بها. وأحزابا أحزابا متعادية ذات مشارب وتوجّهات وتحالفات مختلفة ، وأغلبها مع الكفار الذين يبدون لهم -بسبب الجهل والغرور وطلب العزّة بهم حسب ظنّهم- أنهم أصدقاء حميمين وأولياء مقرّبين ومستشارين من البطانة الناصحين. وخالفوا نهي الله تعالى في هذا الشّأن: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ١٠٠ آل عمران ، وكل حزب من هذه الأحزاب بما لديهم فرحون ، والمصيبة أنّ كلّ ما يُفرح هذه الدولة أو هذا الحزب إلاّ ويُحزن الآخرين.

وثانيا: كثرة العلماء والزاعمين بأنّهم مفكّرون إسلاميون ، وكثرة المجتهدين بصفة عامّة مع انتشار الثقافات المختلفة والمختلطة والعمل بها ، وكثرة الطوائف والمذاهب المتفرّقة في الدّين ، وتمكُّن المخابرات الأجنبية منهم بطرقها الخبيثة حتى سمّمت عقلياتهم بأساليب مادّية ومعنوية لأنّهم لم يكونوا حقيقة مع الدستور الرباني إلا صوريا.

  وإنّي أستغرب وأقول: فكيف بمن تولّوا من أمّتنا الخيرية عمّا جاء به رسولنا صلّى الله عليه وسلّم من "كتاب ربّاني وسُنّة شريفة" ممّا يعالج الجوانب المادّية والرّوحية للحياة البشرية ويضمن لها السّعادة الأبدية ؟! واتّبَعوا بصفة عامة نظريات كارل ماركس وأشباهه المستمدة من منظمة الماسونية العالمية المقتصرة على الجانب المادّي فقط -لا إلــٰــه والحياة مادّة- وعلى هذه الدول والأحزاب التي توجد بها والتي تزعم أنها على دين الإسلام أن يكون حالها الدّيني شامخا. وأتمنّى على الله بأن لا تكون متشابهة بـ:

أ- المنافقين مَن نصّت عليهم هذه الآيات القرآنية:

- ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ٨-١٦ البقرة.

- ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً ٦٠ النّساء.

فمصير هؤلاء المنافقين والمنافقات هو بالضبط مصير الكافرين والكافرات وإن صلّوا وصاموا وحجّوا.. وإليكم الدليل من قول الله تعالى: ﴿ وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ٦٨ التوبة.

ب- وأتمنّى كذلك أن لا تكـــون متشــابهــــة بالخـوارج المـرتـديــن عن دينهم كما جاء فيهم قوله تعالى:

- ﴿ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ217 البقرة.

- ﴿ كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ٨٦ آل عمران.

١١- وجوب القيام بالحدود المشروعة على الجُناة المعروفة بالقصاص على نسق ما جاء بشرع الله العزيز لا على نسق المغريات والشهوات النفسانية ولا على الاستفزازات الشّيطانية من إبليس الجنّ وأوليائه من الإنس ، ولا على نسق الكفار من جميع أصنافهم. ولا على غرار ما يفعله المنافقون الذين شرعوا للأمّة الإسلامية أحكاما وقوانين وضعية وفرضوا العمل بها فكانت سببا لشِيُوع الفاحشة في الذين آمنوا -وقد شاعت كما تروْن- بدلا من الأحكام السماوية المقدّسة التي تفرض الأمن والأمان والسّلم والسّلام والتي توقّفوا عن العمل بها شيئا فشيئا. والله يقول في هذا الشّأن: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ١٩ النور.

والله يقول كذلك: ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ﴾ 42 إبراهيم. وهذا اليوم أو مثله هو الذي ننذركم ونحذّركم منه تحذيرا بليغا مرارا وتكرارا مباشرة أو بواسطة كتبنا أو بوسائط الاتصالات الإعلامية المختلفة. ونحذّركم من عواقبه الوخيمة في الدنيا وعذابه الأليم في الآخرة الذي لا يُطاق ولا يقدر أحد على احتماله ولا يعلم كيفيته إلاّ الله تعالى سواء كان عقابا عند الموت ، أو عقابا جماعيا في الدّنيا ككوارث الزلازل والصّواعق والأعاصير والحروب بالأسلحة الحديثة ، أو عند حدوث السّاعة ، أو عند البعث أو في الـمحـشـر والحساب في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة كما ذكره الله في كتابه العزيز.

يا قومي مالي أدعوكم إلى النّجاة مع أنّ أكثركم غير مهتمّين وغير راغبين. لكن عند حدوث الواقعة المنتظرة قريبا ستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله إنّ الله بصير بالعباد.

 


الحرية...

أيها الدعاة إليها ... دلوني بالله عليها
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ



نداء إلى الرحمة
والتراحم

الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...