وقد قال الله تعالى في شأنها:
﴿ فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ 40 العنكبوت. ونوّع الله هذه المهالك الحسّية وعدّد أسماءها كما يلي: الواقعة ، الحاقّة ، الغاشية ، الدّخان ، الصّاخة ، الطّامة الكبرى ، الصّيحة ، الصّاعقة ، الزّلزلة ، الرّاجفة ، الرّادفة ، القارعة ، الأخذ الوبيل ، الأخذة الرّابية ، الأخذ بالسّنين ونقص من الثمرات ، الأخذ بالبأساء والضرّاء ، كأمراض العصر التي اتّسع نطاقها وأصابت أغلب الناس كبيرهم وصغيرهم ، ومسلمهم وكافرهم ، ومواشيهم ونتاجها ، ومزروعاتهم وثمارها ، وكثْرة تنوّعها وتعسُّر علاجها. وكالجوائح والمصائب والكوارث ذوات القوّة القاهرة الناتجة عن تقلّبات الطبيعة كالزلازل والأعاصير والعواصف والبراكين والاحتباس الحراري وما شابه ذلك. وهذه كلّها مهالك حسّية ، والأشدّ خطرا على المسلمين خاصة هي المهالك المعنوية التي لا يشعرون بها إذْ لها تأثير سيّء للغاية على مصيرهم الأخروي والناس غافلون عنها:
- ككيد الاستدراج: ﴿ فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ 44 القلم.
- وكيد الإملاء: ﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ 45 القلم.
﴿ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾ 178 آل عمران.
- وكيد الإمهال: أي تأخير المؤاخذة وعدم الإسراع بها: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ﴾ 15-17 الطارق.
- وكالردّة أو الانقلاب على العقب: ﴿ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ 217 البقرة.
وإنّ الله عزّ وجلّ بيده الأمر كلّه وليست له عادات معهودة يرتبط أمره بها بل كل يوم هو في شأن وهو الفعّال لما يريد.