مسيرة الدليل >> النداءات الربانية >> مشائخي العلماء

مشائخي العلماء

سادتـي الفضـلاء:

 أيّها الأساتذة الكرام ! يا من جعل الله منكم ورثة للأنبياء ، وقال فيكم سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( إنّ مثل العُلمـاء في الأرض كمثل النجوم في السماء، يُهتدى بـها في ظلمات البَـرّ والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضلّ الهـداةُ ) رواه أحمد عن أنس رضي الله عنه.

 

أيُّها العلماء العاملون ، الكرام المخلصون ، يا من أمر الله المؤمنين بطاعتكم بالإضافة إلى طاعته وطاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم ، بمقتضى ما جاء بقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الّذين آمَنُوا أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ منكُمْ 59 النّساء.  فالرّاجح عندنا أنّ "أولي الأمر منكم" هُمُ العلماء من الدّرجة الأولى الآمرون بالمعروف والنّاهون عن المنكر والحافظون لحدود الله ، عكس ما يتبادر إلى ذهن العامّة وما يفهمون من أنّ أولي الأمر هُم الأمراء والسلاطين فهؤلاء يُسمّون وُلاّة الأمور. ...

 

أيها العلماء الأفاضل:

يا من منكم نحارير تأدّبتم مع الله حقّ الأدب ، وسهرتم اللّيالي والسّنينَ لتتعلّمُوا ذلك وتُعلّموهُ ، ولازلتم كذلك تَدُلُّونَ النّاس على الطّريق المستقيم وتنصحونَهُم وتُوجِّهونَهُم إلى الخير العميم والتّزكية في ذلك من الرّسول الكريم والرّب الرّحيم القائل: ﴿ومِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وبِهِ يَعْدِلُونَ 181 الأعراف.

 

يا من الواحد منكم قد يكون أُمّة:

لقد آن الأوان أن أُناشدكم بالله وأستجديكم بكُلِّ ما لديكم من طاقات عِلميّة دِينيّة ، سواء كانت مكسوبة أو موهوبة من العِلم بالأحكام أو العِلم بالقرآن والحديث والتّفسير والشّرح للكتاب والسُنّة أو العِلم بالله: أُناشدكم أن تُجدّدُوا استعداداتكم وتُسخّرُوا كلّ ما سخّر الله لكم من إمكانيّات ، ...

 

مشائخي الفُضـلاء ، أساتذتي الكُرماء ، أيّها العُلماء:

أنتم تعلمون حقّ العِلم أنّا أصبحنا في زمنٍ طغتْ فيه العادات التّقليديّة على القِيَم الدِّينيّة وَسَاوتْها بل فاقتها في العقليّات مكانة ، وأمام هاته الحالة ماذا يجب أن نفعل أيّها العُلماء؟

وإنّي أرى نيابةً عنكم:

أوّل فعل يكون منّا هو: الاستقامة الذّاتيّة، لأنّ الله يقول: ﴿فَاتَّقُوا اللَّه وأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ 1 الأنفال. فمِن تقوى الله تعالى عَدم حُبّ الدّنيا ، وعدم حُبّ الرّئاسة ولو أُسندتْ إلينا لِمَصلحةٍ ما.

ثاني فعل يكون منّا هو: زرع النّصيحة وغرس المحبّة في كلّ النّاس ، ...

 

أيّها العلماء الأفاضل:

لقد تَهافتت المجتمعات على الاستطلاع والمعرفة والممارسة لفُنُون الدّنيا الاجتماعيّة والاقتصاديّة والصّناعيّة والماليّة ، وجعلُوا لذلك مدارس وكلّيات وبَنَوْا بكُلِّ ريع آية ، ونشرُوا هاته المعرفة ، وعملُوا بِها في جميع الميادين والأوساط والمستويات ومالت النّفوس إلى ذلك ، وتعلّقت بِه تعلّقًا بليغًا ، ...

 

أيّها العلماء الأفاضل:

هل أنَّ القرآنَ بدأ يُرفَعُ أم ماذا ؟! إنّنـا لا نرى العمل بأحكـامه رغم أنّنا نرى المصاحف الّتي تحويه بكثرة ، وآياته منتشرة في المنازل ومُعلّقة بحيطانِها وحيطان المؤسّسات وبالسّيارات ! أمّا أغلب القلوب فهي خالية منه.

 

سادتي العلماء الكرام:

قد يرى اليوم المستبصرون منكم أنّ كثيرًا من العلماء قد انطمست بصائرهم وتضعضعت أحوالهم الربانيّة فتنازلوا عن مبادئ وقِيم الأمّة ، وأهملوا بعضَ بَلْ جُلَّ أحكام الشّريعة تحت ضغط تيّارات الحضارة المزعومة بعنوان الإصلاحات والتّفتّح والحُرّيات ، ...

 

احذرُوا بارك الله فيكم: حُكَّامًا ، وعُلماءً ، وشُعوبا ، ومُواطنين ، قوله تعالى: ﴿ومَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُـولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبـتُمْ عَلَى أَعْقَــابِكُمْ 144 آل عمران.

    والرّاجح عندنا أنّ الفَهْمَ من الآية ، زيادةً على الموت أو القتل المعروف ، هو إشارةٌ إلى موتِ محبّةِ النّاسِ لهُ صلّى الله عليه وسلّم وانمحائها من قلوبِهم. وإنَّ القتل كذلك هو قتلُ سُنَّته صلّى الله عليه وسلّم منهم ، حيث أماتوها وقاوَمُوا إحياءَها ...

   

سادتي الحُكّام والعلماء خاصّة ، وأفراد الأمّة عامّة:

هل لنا جميعًا من بناء ما تَهدّم وإقامة ما اعوجّ وإصلاح ما فسد؟ وقاعدة الإصلاح تقول: ابدأ بنفسك ثمّ انتقل.

    يا من قُمتم بتعليم عِلم القرآن وعِلم الأحكام الّذي هو عِلم الشّرع ، فبالله عليكم تعالوا فواصلُوا وعلّمُوا الأمّة عِلم الإلهام ، أو بالأحرى نقول: عِلم المحبّة والإحسان. ...

 

مشائخي وأساتذتي الفضلاء:

إنكم ترون الأمّة وما هي عليه من أحوال غريبة وعجيبة ؟ كالحُروب الّتي ضدّها والمضايقات الّتي عليها والخلافات الّتي بينها وفيها. ولو عملنا بالكتاب والسُنّة ما اختلفنا وما تفرّقنا وما تشتّـتنا إلى هذا الحدّ ، ولكُنّا خير أمّة أخرجت للنّاس كما قال الله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ 110 آل عمران.

    فبالله عليكم ، هل لكم أن تُنقذوا الأُمّة ممّا هي فيه من كرب وبلاء؟ ليس باستعمال القُوّة والضّرب والتّخريب والتّهديم وبثّ سُموم الفِتَن ، كما جاء بالحديث: عن الرّافعي عن أنس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ( الفِتنة نائمةٌ لعن الله من أيقظها ).

    وكذلك ليس بالأسلوب المعهود بالتّدريس والنّصيحة والخطابة فقط ، إنّما الأهمّ من هذا كلّه بالرّغبة والجدّية والتّضحية والوعظ والقول البليغ: ﴿وقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا 63 النّساء. ليتسنّى انقاذهم بعد إيقاظهم.

                       

وكذلك بالصّحبة لأهل العِلم وإجراء تغييرات جذريّة معنويّة على القلوب بواسطة الذِّكر لإجلائها وتطهيرها من الرّان الّذي ران على القلوب بما كانت تكسب من آثام أو من أعمال أو أموال شغلتها وأقصتها عن العزّة والكرامة. نعم ! نعم ! مصداقًا لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ( من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ، ومن عصى الله فلم يذكرهُ ، وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن  ) رواه الطبراني في الكبير عن واقد رضي الله عنه. ثمّ قُوموا بعد ذلك بزرع روح المحبّة والإخلاص فيها كما قال الحكيم الإمام ابن عطاء الله: "الأعمال صُور قائمة ، وأرواحها سرّ وجود الإخلاص فيها". نعم ، فالمجاهدة وكذلك الجهاد يَدْعُوان إلى العمل الصّالح ، فبم يكون العمل الصّالح ؟ فالعمل مثّلناه بالصّورة ، والإخلاص مثّلناه بالرّوح ، إذًا فأين الرّوح الّتي هي سرّ وجود الإخلاص الّذي يحصل بالعِلم النّافع ؟

 

   فالمحبّة شأن عظيم جدًّا لا يصحّ الإيمان إلاّ بها ، وقد قال فيها صلّى الله عليه وسلّم: (ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما ، وأن يُحبّ المرء لا يُحبّه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار) رواه أحمد عن أنس رضي الله عنه. هذا بحقّ إيمان الصّادقين المصدّقين.

    فإن كان الغالب علينا عجـزٌ منّا عن تمكين المحبّة وزرعها في القلوب ، فعلينا أن نسعى إلى من هُم أولى بها وهُم أهلها حتّى لا نكون سببًا  ولو بطريقة عفويّة في تعطيل الحكمة عن أهلها الطّامحين إليها. ولا يمكن لنا أن نُعادي أمرًا مهمًّا كهذا الّذي نتيجته نُور يقذفه الله في قلوب عباده الصّالحين الّذين يُذكَرون بذِكره ويُذكَر بذكرهم ، كما جاء في الحديث القدسيّ عن عمرو الجموح رضي الله عنه: ( إنّ أوليائي من عبادي وأحبّائي من خلقي الّذين يُذكَرون بِذكري وأُذكَر بِذكرهم ) في حلية الأولياء.

    ولا يكون منّا أو فينا حسدٌ أو غيرةٌ من هؤلاء ، وعلينا أن نخشى الله ربّ العالمين الّذي قال: ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٍ 76 يوسف.

    فالعِلم إلى الله قد ينتهي ، والعِلم في الله لا ينتهي ، هكذا سمعنا من مشائخنا رضي الله عنهم. كما أنّ السّير إلى الله ينتهي ، أمّا السّير في الله لا ينتهي.

ويعرف هذا الكلام أهله مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وأَنَّ إِلَى رَبِّكَ المُنتَـهَى 42 النجم.

    واعلمُوا أنّ من العلماء بالله النّحارير ليست لهم شهائد مُكتسبة من الكُلّيات والجامعات ولا يطلبونها منها ولا يعتمدونها ، لأنّهم فقراء إلى الله ومَدَدهم  منه ، لأنّه هو وحده الغنيّ الحميد.

ولنحرص جميعًا على أن ندحر كيد الشّيطان من وسوسة وغرور ، فإنّ كيده كان ضعيفًا ، وقد قعد للنّاس بالصّراط المستقيم ، وما نجا منه إلاّ القليل.

فأُناسٌ منعهم من الدّخول في الطّريق المستقيم ، وأُناسٌ تمكّنُوا من ذلك لكنّه حاصرهم في نطاق ضيّق فغرّهم في أنفسهم بكونِهم أحسن النّاس عملاً. 

       قال الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّـئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَــالاً الّذين ضَلَّ  سَعْـيُهُمْ فِي الحَيَــاةِ الدُّنْيَا وهُمْ يَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [103-104 الكهف.

- فالمسلم قال له الشّيطان يكفي أنّك تقول: لا إلـٰه إلاّ الله محمّد رسول الله فتدخل الجنّة ، فيتّكل.

- والمؤمن قال له إيمانك هذا يكفيك ولا مقام بعد هذا.

- والموقن قال له هذا أبلغ مقام وصلته.

    وهو دائمًا يتعرّض للمنع والتّعطيل لغاية الحرمان ، والمثل يقول: القناعة من الله حِرمان.

    وإنّ الشيطان بأسلوبه الرّقيق اللّطيف يُلازم الطّائعين والعُبّاد والزُّهاد ويُزيّن لكلّ منهم عمله ، ويُظهره له بأنّه مظهر كمال التّقوى حتّى يحرمه من التّدرّج من مقام إلى مقام ، ومن حسن إلى ما هو أحسن ، مُوهمًا إيّاهم بأنّه الوليّ النّصوح ، والعكس أنّه يعمل لاستدراجهم من الخير إلى الشرّ.

    وليس الشيطـان إلاّ مع العُصاة المذنبين كما يعتقد الكثير من  النّاس ، إنّما هو في مواجهة شديدة مع من ذكرنا من أهل الطّاعات ، وقد يحفظ الله من كيده من يشاء.

    واعلمُوا بارك الله فيكم أنّ صحبة الشّيطان معنويّة ، وهي وسوسة قد لا يشعر بها الإنسان خُصوصًا إن كان غِرًّا. ومن طبع المؤمن أنّه غِـرّ كريم قد يقبل كلّ نصيحة ، بل كان عليه أن يعرضها على الكتاب والسُنّة ليرى مدى صحّتها وكيفيّة مجرى تنفيذها الشّرعي.

 

 

إذًا أيّها العلماء لا تُقيّـدُوا الأمّة بِمجرّد الأحكام الظّاهرة المتعلّقة بالجوارح فقط ، واعلمُوا أنّ الأحكام فيها الظّاهرة والباطنة ، كما أنّ الفواحش فيها الظّاهرة والباطنة ، ولكلّ عِلّة طبيب ودواء ، ولكلّ دواء مفعول وشفاء:

﴿ونُنَزِّلُ مِنَ القُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ 82 الإسراء.

    فافسحُوا للأمّة المجال للشّرب من مناهل العِلم النّافع الّذي هو شفاء لما في الصُّدور من العِلَل ، ودُلُّوهُم على صاحب هذا العِلم إن عُرف لديكم ، وإلاّ فلنبحث عنه جميعًا. ...

 

سادتي أهل الذِّكر ، لا تظنُّوا أنّي أوقفتكم موقف اتّهام بسبب الأوضاع المحرجة في العالَم ، وخاصّة وضع المسلمين كما ترون ، وإنّما يجب أن نقف معًا موقفًا جدّيًّا لأنّنا مسؤولون أمام الله وأمام الضّمير ، ولْنَقُل الحقّ: أين نحن من موقف الأمانة الّتي حمّلنا الله إيّاها ...

 

أيّها العلماء الأفاضل:

 إنّي أتساءل من أين لنا الإفتـاء في مثل أمور قد بتّ الله بحكمه فيها ؟ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ¤ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ 278-279 البقرة. فمن لم يذر الرّبا فليأذن بحرب من الله  ورسوله ، وإنّ الحرب على من لم يذَر الرّبا تكون من الله ، ولا تكون مع  الله ، لأن الله لا يقدر أن يحاربه أحد ولله القُوّة جميعًا وهو أحكم الحاكمين والقائل فيهم: ...

 

وإليكم جميعًا هذا البلاغ:

 

    على كلّ فرد من أفراد الأمّة دون استثناء ، وأخصّ بالذِّكر منهم الرّؤساء والسّلاطين والأمراء ، وأخصّ بالذّكر من هؤلاء عُلماء الأمّة القائمين بشُؤونها ، أن يُراعُوا ويحترمُوا ويُحافظُوا على القرارات الشّرعية الرّبانيّة ، ويُعلّموها وينهضُوا بها وينشروها ويُدافعُوا عنها حتّى لا تطغى عليها ما يُسمّونها بالقرارات الشّرعيّة الدّوليّة الّتي نراها تزحف جاهدة لاستئصالها والقضاء عليها شيئًا فشيئًا تحت شعار أو ستار الحرّيات النّاتج عن نظريّات أجنبيّة عنّا ، ومنّا من يُساندها ويُسايرها ويغار عليها ، لا أدري لماذا ! فإن كان لدنيا فالدّنيا فانية ، وإن كان لنصر فما النّصر إلاّ من عند الله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.

    اللّهمّ صلّ أكمل الصلاة وسلّم أتمّ السّلام على سيّدنا محمّد رسول الله وخير الأنام وعلى آله وأصحابه وأتباعه بالتّمام إلى يوم الدِّين والعاقبة للمُتّقين والحمد لله ربّ العالمين.

اللّهمّ ارْض عن مشائخنا وأساتذتنا ووُلاّة أمورنا جميعًا. وأصلح ووفّق جميع أفراد الأمّة من أوّلها إلى آخرها واجمع شملهم وقوّ صفّهم ، ووحّد كلمتهم ، وبارك لهم في دِينهم ودُنياهم ، واجعل منهم الهداة المهتدين  ، العُلماء الرّاسخين ، والمشيّدين لصُروح الدِّين ، والعاملين المخلصين ، والتّابعين الصّادقين.