مسيرة الدليل >> رسولنا الكريم >> حبّ الله والرّسول

حبّ الله والرّسول

  من الواجب والمفروض على النّاس حبّ الله تعالى ورسوله الكريم سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم  ، وهذا ما يؤكِّد إيمان المؤمنين  ويزيدهم رغبة في مقام الإحسان المعبّر عنه بعبادة الله تعالى كأنّك تراه ، أي عبادة شهود وعيان لا عبادة غفلة وعمًى ونسيان. وإنّ هذه المحبّة لها دور عظيم في الفضل للتّمسّك بشرع الله تعالى إلى أن يلقاه المتمسِّكون به وهو راضٍ عنهم ولهم منه كلّ ما يشتهون وكلّ ما يدّعون سلام قولا مِن ربٍّ رحيم.

 

   - وفيما يلي نقدّم بعض آيات دالّة على محبّة الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم  وما يدلّ على عكس ذلك:

﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ 165 البقرة.

   - الّذين آمنوا أشدّ حبًّا لله وممّا لا شكّ فيه أنّ المؤمنين الصّادقين أشدّ حبّا لله مِنْ حبّ غيره مِنَ الأزواج والأولاد والأموال والأوطان ونحو ذلك. وهذه هي إرادة الله منهم كما نصّت الآية الكريمة التّالية:

﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [24 التّوبة].

إنّ الله لا يحبّ شيئا ممّا ذُكر أن يكون أَحبَّ إلى المؤمِن من:

1- حبّ الله تعالى.

2- حبّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.

3- حبّ الجهاد في سبيله.

    فإنْ كان حُبّ المؤمنين لما جاء ذكره بالآية أشدّ مِنْ حبّهم لله تعالى ولرسوله صلّى الله عليه وسلّم  والجهاد في سبيله فقد أمَرهم بالانتظار حتّى يأتِيَ أمره إليهم ، الّذي قد يكون إمّا عذابا ونكالا في الأبدان أو الأرزاق أو الأوطان أو الأولاد أو الأموال  وإمّا عذابَ الجحيم في الآخرة. ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 31 آل عمران. فاتّباع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم هو الدّليل القاطع الوحيد على محبّة الله تعالى ، ومَنْ تولّى عن الإتّباع فهو كافر. ومَنْ أبدى الإتّباع ولم يتّبع فهو منافق. ومَن اتّبعه واتّبع غيره ممّا يرى أنّ له شأنا فهو مُشرك.

   - أيّها المؤمنون أوْ مَنْ تزعمون أنّكم مؤمنون اعلموا أنّ مَن يرتدّ منكم عن هذا الدّين الإسلامي فإنّه لا يضرّ إلاّ نفسه. واسمعوا ما جاء بالآية الكريمة التّالية:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ 54 المائدة.

   - هؤلاء هم المؤمنون حقًّا لهم درجات عند ربّهم ومغفرة وأجر عظيم ، بحيث أنّ حبّ الله تعالى والرّسول صلّى الله عليه وسلّم لا يكون كاملا إلاّ إذا بلغ الحبّ أقصى درجاته إلى أن يصير حبّ الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم أحبّ إلى المحبّ ممّا سواهما ، وأن يعظُم له هذا الحبّ فتَهون بذلك عليه البلايا والموت والقتل والإنفاق في سبيل الله تعالى. ويَسهُل له بذلك العمل الصّالح والرّغبة الصّادقة فى الله تعالى ، والتّجافي عن دار الغرور ، والميْل إلى دار الخلود ، والقلق من الوجود في الدّنيا الّذي يؤدّي به إلى القبض النّفساني  لأنّه يَعتبر الدّنيا كسجن مقارنة  بالآخرة التي قال في شأنها تعالى: "وللآخرة خير وأبقى" أي دائمة ومستمرّة بدون انقطاع.