لقد جاز
للأمّة أن تُصلّي على سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم بل أوجب الله عليها ذلك
كما يؤخذ مِن قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [56
الأحزاب]. نعم ! صلّوا يا مؤمنين
عليه وسلّموا بأيّ صيغة كانت ، سواء حفظناها منه أو من خلفائه الأعلام أهل السّند
والشّرف أو مِن أسلافنا أئمّتنا علماء المسلمين الكرام ، أو وَرَد على أحدٍ منّا
نوع خاصّ من الصّلاة على النّبيّ فلْيُصلّ بها عليه ولا حرج إن شاء الله ، وسواء
كانت عمليّة الصّلاة عليه يقوم بها فرد أو جماعة ، قليل أو كثير من عدد تكرارها أو
مِن المدّة الزّمنية للقيام بها.
قال أبيّ بن كعب رضي الله عنه:
فقلتُ: ( يا رسول الله ، إنّي أُكثر الصّلاة فكَم أجعلُ
لكَ من صلاتي ؟ قال: ما شئتَ. قال: قلتُ: الرُّبع ؟ قال: ما شئتَ وإن زدتَ فهو
خيـر لـــكَ. قال: قلتُ: فثُلثين ؟ قال:
ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خير لكَ. قـال: قلتُ: النّصف ؟ قال: ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خير لكَ. قال: أجعل لكَ
صلاتي كلّها ؟ قال: إذًا يُكفى همّكَ ويُغفر لكَ ذنبكَ ) رواه أحمد.
وفي الحديث: عن أبي قرّة الأسدي عن سعيد بن المُسيّب عن عمر بن الخطّاب
موقوفًا ، قال: ( أنّ الدُّعـاء موقوف بين السّماء والأرض ، لا يصعد منه شيء حتى
تُصلّي على نبيّك صلّى الله عليه وسلّم )رواه التّرمذي.