مسيرة الدليل >> القرءان الحكيم >> في ظلال آية


في ظلال آية

﴿وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً 19 الاسراء

 

ونقابل هذه الآية بأخرى مثلها في نفس المعنى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ 20 الشورى.

    إنّ مريدي الآخرة قد سعوا لها فجمعوا بين المعنى المتمثّل في رضا الله تعالى وبين الحسّ المتمثّل في دخول الجنّ ات والتّمتّع والتّنعم بخيراتِها التي لا تخطر على قلب بشر. وإنّ السّعي للدّنيا إذا كان مقترنا بسعي الآخرة الذي فيه مرضاة الله تعالى لا يُنافي سعي الآخرة ويكون سعيا مشكورا.

    قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم القولين الآتيين في شأن مريدي الدّنيا ومريدي الآخرة:( مَن كانت الدّنيا هِمّتَه وسِرْبَه ، ولها شَخَصَ ، وإيّاها ينوي ، جعل الله الفقر بين عينيه ، وشتّت عليه ضيعتَه ولم يأته منها إلاّ ما كتب له. ومَن كانت الآخرة هِمّتَه وسِرْبَهُ ولها شخَص ، وإيّاها ينْوي ، جعل الله عزّ وجلّ  الغنى في قلبه، وجمع عليه ضيعتَه ، وأتته الدّنيا وهي صاغرة ) الأوسط للطبراني عن أنس رضي الله عنه.

    يا عجبا ! إنّ مِن النّاس اليوم مَن ينظرون إلى المستقبل الدّنيوي ويحسبون له ألف حساب ، فيتحمّلون الشّقاء والمخاطر مِن أجله والحال أنّ نفع الذي ينظرون إليه محدود ، ولا ينظرون إلى المستقبل الأخروي الممدود النّفع ويتقاعسون ولا يتحمّلون من أجله ولو عُشرَ ما يتحمّلونه لأجل المستقبل المحدود.

- مَن لم يرغب في الخير فهو للشرّ أقرب ومن لم يرغب في الشرّ فهو للخير أمْيل.

- الآخرة جزاء وثواب ولكلّ إنسان منها نصيبه نتيجة سعيه في الدّنيا ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى 39 النّجم.

- المرحوم في الآخرة لا يرى أثرا لِما تعذّب به في الدّنيا.

- يتمنىّ المرء يوم القيامة لِما يرى مِن أهوالٍ سبَبُها حبّ الدّنيا لو أنّه كان أسلم نفسه لِسَبعٍ فافترسه خير له مِن إسلامه إيّاها للدّنيا لتفترسه.

- مَن كان صاحب خير ولا يرضى لغيره إلاّ الخير فلا يخشى شرًّا أبدا وإن حلّ به فالعاقبة تكون سليمة.

- ومن كان صاحب شرٍّ ولا يرضى لغيره إلاّ الشرَّ فلا يفرح بخير أبدا وإن حلّ به فالعاقبة تكون وخيمة -مقام المرء حيث أراد- وإن أراد الخير للنّاس فله منه النّصيب الأكبر. وإن أراد الشرّ للنّاس فعليه النّصيب الأكبر وإن حسد النّاس فهو مبغوض وإن كاد لهم فهو مكيد. وجاء مكتوبًا في الإنجيل: «كما تدين تُدان وبالكيل الذي تكيل تَكْتال».

     نعم ! انهمكت المجتمعات الإسلاميّة في حبّ الدّنيا والتّسابق إليها ، ولا أحد منها اعترف بعلّته هذه أو حاول التخلّص منها. وهذه العلّة وما شابهها من العلل هي التي كانت سببا في هلاك الأمّة ممّا جعلها ذليلة. أمّا لو أردنا الحلّ لهذه المشاكل فنراه واضحا جليّا ويعتمد أساسا على المصالحة أوّلا وقبل كلّ شيء مع الله عزّ وجلّ بالكيفيّة التي أمَرنا بها شرعا وتحقيقا. وثانيا بالتّسامح مع بعضنا البعض ، والعمل بالتّعاون على البرّ والتّقوى ، عندها نكون بحقّ خير أمّة أخرجت للنّاس.

 

﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ

سورة يس 68

﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ

سورة إبراهِيم 34

﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا * يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا

سورة الإسْرَاء 70-72

﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

سورة الأعرَاف 31

الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ