مسيرة الدليل >> القرءان الحكيم >> علاقة المسلمين بالقرآن الكريم

علاقة المسلمين بالقرآن الكريم

وإننّي أقول: إنّ الّذين يقرأون القرآن الكريم كثيرون لكن أين العاملـون به ؟ هم قليلون. ثمّ أين المخلصون فيه ؟ هم أقلّ بكثير. وأقول ضاع المسلمون وتعبوا بخصوص القرآن الكريم وذلك لِنأْيِهم له ونَهيهم عنه ، وإن كانوا من الّذين يتعاهدونه قراءة. فالقلوب بعيدة عمّا ينفعهم منه. وهذه حكمة للإمام ابن عطاء الله رضي الله عنه: "طهّر قلبك من العيب يفتح لك باب الغيب".

    اليوم يمكن أن نقسم المسلمين إلى ستّة أقسام بالنّسبة لعلاقتهم بالقرآن الكريم:

1- أناس أنكروه تماما واعتبروه وسيلة ديبلوماسيّة لإنجاح السّياسة المحمّديّة وفرضها.

2- أناس آمنوا ببعض وكفروا ببعض فكان نصيبهم الكفر.

3- أناس اعتبروه خرافات وهميّة شأنُها الحطّ أو القضاء على النّظريّات الإنسانيّة وكأنّهم يرونه مَنْعًا للحريّات وحدًّا للطّموحات، وطَمْسا للحضارات ، ومَحْقا للثّقافات.

4- أناس أخذوا العرض الأدنى منه: يعني ما ظهر ببساطة ، ولم يرتقوا في مدارجه ومراتبه ، مصداق الآية الكريمة: ﴿يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى ويَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ 169 الأعراف ، فمعنى "عرض مثله": يعني كتاب آخر مثله ، مثله في الشّكل وليس في المحتوى. وإنّهم لا يعلمون كَرَمَ القرآن وإليكم الحديث الآتي من مصحف القرآن الكريم تفسير وبيان كلمات ، (صفحة:401 ): عن الحسن مرسلا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما أنزل الله عزّ وجلّ آية إلاّ لها ظهر وبطن ، وكلّ حرف حدّ ، وكلّ حدّ مطلع) رواه أبو عبيد. وقال حجّاج عن الحسن تفسيرا آخر أنّه قال: الظّهر هو الظّاهر ، والبطن هو السرّ ، والحدّ هو الحرف الّذي فيه علم الخير والشرّ ، والمطلع الأمر والنّهي. عن عمرو بن مرّة قال: سمعت مرّة الهمداني يحدّث عن عبد الله أنّه قال:  ما من حرف أو آية إلاّ وقد عمل بِها قوم ، أو لها قوم سيعملون بِها.

5- أناس: لا يزالون يبحثون كيف الوصول إليه أو الأخذ منه أو الاستغناء به ،   ولا يزالون مختلفين في هذا ناسخ وهذا منسوخ ، هذا سبب نزول ، وهذا في حقّ كذا ، ونحو ذلك. بهذا جمـَد جلّهم على هذا المستوى ، ولم يتوصّلوا إلى نتيجة تفيدهم من أهداف القرآن العظيم أو من كرم القرآن الكريم ؟

6- وأناس: كانوا أهله ، جمعوا فأوعوا ، واعتبروا أنفسهم المعنيين بشأن القرآن الكريم: أمره ونَهيه ، وتبشيره وتنذيره ، وهلمّ جرّا..

مصداق الآية: ﴿وتُؤْمِنُونَ بِالكِتَابِ كُلِّهِ 119 آل عمران. معناه: تؤمنون به كأنّما نُزِّل عليكم وإليكم ، ولو لم تكونوا أنتم السبب فأنتم المؤمنون به.

وأخيرا في هذا الموضوع يقول لنا مولانا عزّ وجلّ: ﴿هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ 52 ابراهيم.

ورحم الله من قـال:

كلام الله قديم لا يُملّ  سمـاعه

 

تنَـزّه عن قـول وفـعل ونيـّــــــة

به استشفى من كلّ داء  ونوره

 

دليل لقلبي عند  جهلي  وحيرتــي

فيا ربّ  متّعني بسرّ حـروفـــــه

 

ونوّر به عقلي وسمعي ومقلــــــتي

وهب لي به فتحا وعلما وحكمـــة

 

وأنّس به  ياربّ في القبر وحشتي

 

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الّذي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ 85 القصص.

الحمد لله الّذي خلقنا وضمن لنا الهداية إليه على صراطه المستقيم بكتابه العظيم

ورسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم تسليما كثيرا.

 


الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ