مسيرة الدليل >> القرءان الحكيم >> القرءان العظيم فرض من الله على عباده

القرءان العظيم فرض من الله على عباده

 

v       ﴿ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ٩ الإسراء.

إنّ القرآن رحمة وبركة ونور يهدي من اهتدى به من النّاس للّتي هي أقوم وأفضل وأكرم لأنّه الدّستور السّماوي الْمتضمّن كيفيّة الحياة في الدّنيا من وجوب الطّاعة والعبوديّة لربّ البريّة ومن لزوم حسن المعاملات بين البشريّة ، والدّال على كيفيّة الحياة في الآخرة والعمل لها قبل الرّحيل إليها لأنّ الْمصير هناك إمّا إلى جنّات النّعيم وإمّا إلى عذاب الجحيم. والقرآن فيه تيسير لصالح المؤمنين وتبشير لهم ونذير للعصاة والكافرين.

v       ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ١٧ القمر.

إنّ الوحي الإلـٰهي المعروف بالقرآن العظيم الذي تضمّنه الْمصحف الشّريف قد أنزله الله تعالى على نبيّه ورسوله سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم كدستور للنّاس كافّة دون استثناء ليعملوا بِمقتضاه حسب استطاعتهم مدّة حياتِهم لدينهم ودنياهم. وبيّن الله أنّه فرَض هذا القرآن على النّاس وفيما يلي دليل ذلك:

v       ﴿ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ¤ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ¤ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا ¤ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ¤ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ١٠٥/١٠٩ الإسراء.

v       ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ٨٥ القصص.

v       ﴿ سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ١ النور. 

  لذلك كان القرآن فرضا من الله على عباده:

  ١- قراءته وتلاوته وترتيله:

v       ﴿ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۲٠ المزمل.

v       ﴿ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ۲٧ الكهف. 

v       ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ¤ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ¤ نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ¤ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ١/٤ المزمل.

علينا ألاّ نستغرب من أنّ القرآن فرض وجب الاهتمام به أوّلا قراءة لِحفظه وثانيا دراسة لفهمه وثالثا تدبّرا لاستنباط أحكامه الآمرة والنّاهية والمرغّبة والمرهّبة ورابعا معاملة صادقة ونزيهة وخامسا عملا خالصا لوجه الله لنكون به عنده من الفائزين ، مع الْملاحظ أنّ العناية به في هذا الزّمان ضعيفة لم تبلغ ولو نسبيّا العناية بفروض الدّروس العادية للعلوم الدّنيويّة للحصول على شهائد الغاية منها الكسب الدّنيوي للمناصب والكراسي.

   وأنصح المسلمين وخاصّة شبابهم أن يوجّهوا عنايتهم لعلم الدّين والعمل به للفوز كذلك في الحياة الأخرويّة السّرمديّة ، أمّا العلوم الدّنيويّة فخيرها مَحدود حتى وإن كان فيها نفع يرتضيه الله ، وأمّا إن كانت لا يرتضيها فلا خير فيها بل تكون مُحرّمة وعاقبتها خسران.

  ۲- العمل بِما جاء به من أحكام:   

v       ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٥٥ الزّمر.

- وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( يا أيّها النّاس أنزل الله كتابه على لسان نبيّه وأحـلّ حلاله وحـــرّم حرامه فما أحلّ في كتابه على لسان نبيّه فهو حلال إلى يوم القيامة وما حرّم في كتابه على لسان نبيّه فهو حرام إلى يوم القيامة ) ‏[أخرجه ‏أبو نصر السجزي في الإبانة عن أنس].

  إذن أيّها النّاس فلا تبدّلوا ولا تغيّروا ولا تُحرّموا ولا تُحلّلوا تبعا لشهواتكم بل كونوا كما أراد الله أن تكونوا وكما أراد أن تفعلوا.

  ٣- الهداية به إلى طريق الرّشاد:   

v       ﴿ الم ¤ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ١/۲ البقرة.

 أمّا غير المتّقين فيحقّ عليهم قوله تعالى:

v       ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ٥٧ الكهف.

الظّالمون لأنفسهم هم المعرضون عن القرآن وعن العمل بأحكامه ولو تدعوهم مرّة بعد مرّة إلى الهدى فلن يقبلوا ذلك بل يصرّون على الرّفض.

   ٤- التّمسّك بالقرآن لأنّه نور الله لعباده:

v       ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ١٠٣ آل عمران.

v       ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾   ٤٣ الزخرف.

 ٥- القرآن العظيم منافعه للدّنيا والدّين:

   - قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( إنّ هذا القرآن مأدُبةُ الله  فاقبلُوا من مأدُبتـه ما   استطعتم ، إنّ هذا  القرآن حبل الله ، والنّور المبين ، والشّفاء النّافع ، عصمة لمن تمسّك به ، ونجاة لمن اتّبعه ،  لا يزيغ فيُستعتب ، ولا يعْوج فيُقوَّم ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق من كثرة الردّ ، فاتلوه فإنّ الله يأجركم على تلاوته بكلّ حرف عشرة حسنات ، أمـا إنّي لا أقول: ألـم حرف ، ولكن ألف ولام وميم ) [مستدرك الحاكم عن عبد الله رضي الله عنه]. 

- خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: (... فإذا التبست الأمور عليكم كقطع اللّيل المظلم ، فعليكم بالقرآن فإنّه شافع مشفّع ، ومَاحِـل مصدّق ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنّة ، ومن جعله وراءه قاده إلى النّار ، وهو الدّليل إلى خير سبيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، له ظهر وبطن ، فظاهره حُكم ، وباطنه علم عميق بحرهُ ، لا تُحصى عجائبه ولا يشبع منه علماؤه ، وهو حبـل الله المتين ، وهو الصّراط المستقيم ، وهو الحقّ الّذي يعي الجنّ إذ سمعته أن قالوا: "إنّا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرّشد فآمنّا به" من قال به صدق ، ومن عمل به أُجر ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به هُدي إلى صراط مستقيم ، فيه مصابيـح الهدى ومنار الحكمـة ، ودالٌّ على الحجّة ) [أخرج العسكري عن علي رضي الله عنهما].

- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( ألا إنّها ستكون فتنة. قلت: ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال: كتاب الله ، فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليـس بالهزل ، من تركه من جبّار قصمه الله ، ومـن ابتغى الهدى من غيره أضلّه الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذّكر الحكيم ، وهو الصّراط المستقيم ، وهو الّذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلَق عن كثرة الردّ ولا تنتهي عجائبه ، هو الّذي لم تنته الجنّ إذ سمعته حتّى قالوا: " إنّا سمعنا قرآنا عجبـا يهدي إلى الرّشد" من قال به صَدق ومن عمل به أُجر ، ومن حكم به عَدَل ، ومن دعـا إليه هُدي إلى صراط مستقيم ) [سنن الترمذي عن علي كرّم الله وجهه].

-قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( اجعلُوا في بيوتكم من صلاتكم واعمُرُوها بالقرآن ، فإنّ أفقر البيوت بيتٌ لا يُقرأُ فيه كتاب الله ) [للديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه].  

- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( آل القـرآن آل الله ) [للخطيب عن أنس رضي الله عنه].

- وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( اقرأ وارتق ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا ، فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرأها) [أخرجه الترمذي عن عمرو بن العاص].

 - قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ترغيبا في هذا الشّأن: ( يا حملة القرآن ! إنّ أهل السّماوات يذكرونكم عند الله فتحبّـبـوا إلى الله بتوقيـر كـتـابه ليـزداد لكم حبّيـن يُحبّبْكم إلى عباده ) [أبو نعيم عن صهيب رضي الله]. 

- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( من قـرأ القـرآن فحفـظـه واستظهـره ، وأحلّ حلالـه وحرّم حرامه أدخله الله الجنّة وشفّعه في عشرة من أهل بيته ، كلّهم قد استوجبوا النّار ) [رواه الترمذي عن علي كرّم الله وجهه].

 القرآن له علوم كثيرة منها:

 ١- علوم القلم المسطّرة بالمصحف الشّريف المتضمّنة الأحكام الشّرعية كما جاء بالآية: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ١ القلم.  

     وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في شأن العلم ما يلي: ( العِلم عِلمان: فعِلمٌ في القلب ، فذلك العِلم النّافع ، وعِلم على اللّسان ، فذلك حُجّة الله على ابن آدم ) [رواه الدرامي عن الحسن رضي الله عنه].

 ۲- علوم لدنية أصلها مسطّر باللّوح الْمحفوظ الْمعروفة عند أهلها بالعلوم النّافعة وهي علوم الحقيقة التي لا تُدرَك إلاّ بالقلوب السّليمة من الشّوائب ، ولكم الْمثل كما جاء بقوله تعالى:﴿ فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا٦٥ الكهف.   

- و قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في شأنها ما يلي: ( إنّ من العِلم كهيئة المكنون، لا يعلمه إلاّ أهل المعرفـة بالله ، فإذا نطقوا به لم يجهله إلاّ أهل الاغترار بالله تعالى ، فلا تحقروا عَالِمًا أتاه الله علما منه ، فإنّ الله عزّ وجلّ لم يحقره إذ أتاه إيّاه ) [رواه أبو عبد الرحمٰن السلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه].

 - وقال صلّى الله عليه وسلّم: ( عِلم الباطن سِرٌّ من أسرار الله عزّ وجلّ وحُكم من حكم الله يقذفه في قلوب من يشاء من عباده ) [للدّيلمي عن عليّ كرّم الله وجهه].

  وأردت أن أختم هذا الدّرس بقوله تعالى في القرآن:

﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ¤ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ۲٧/۲٨ التكوير.                          

 


الإحسان إلى
الصالحين

الإحسان إلى الصّالحين يـُـــــكسِب صاحبه درجات اليقين...
اخترنا لكم


رحلة الى الجنة و نعيمها



في ظلال آية: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ